تاريخية ننقلها عن بعض الأعلام المعاصرين (١).
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٢٢) فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(٢٣).
البرّ هنا يشمل باطنه إلى ظاهره وإلى الجو حيث يقابل البحر ، كما البحر يشمل تحته وعمقه ، والجو أيضا يشمل كل آماده من فضاء الأوكسجين إلى ما فوقه الخالي عنه ، فالله هو الذي يسيرنا فيها كلها بوسيط ودون وسيط ، وسائط كانت زمن النزول أم تكونت وستتكون بعده إلى يوم القيامة ، حيث الوسائل كلها من الله ، سواء أكانت ظاهرة أم مكتشفة مخترعة ، فالمخترع بتفكيره ومحاولاته وأسبابه التي يتذرع بها ، والمخترع ، كلاهما من الله خلقا وتقديرا وتيسيرا وتسييرا.
ف (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ) على أية حال (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ) سواء أكانت في الملاحة البحرية ، أم الجوية بالطائرات والصواريخ «وجرين» تلك الفلك (بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) تسيّرها دون شماس وبكل احتراس (وَفَرِحُوا بِها) مرحين حيث الرخاء الآمن والسرور الشامل فإذا تقع المفاجأة : «جاءتها» الفلك (رِيحٌ عاصِفٌ) عصفها شذر مذر ويا للهول ، (وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ) وتناوحت الفلك واضطربت عمن فيها
__________________
(١) هو المرجع الديني سماحة الحجة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله ، قال لي : «رأيت في مجلة مصرية» المقطّم ـ أو ـ الهلال» أنه اكتشف في الصين قبل زهاء ستين سنة سرداب فيه رأس استوانة حجرية عثر عليه تحت تراب الأنقاض ، مكتوبا عليه باللغة الصينية أنه «تمت هذه البناية في السنة التي انشق فيها القمر».
وقد بعث الجامع الأزهر في القاهرة مبعوثين إلى الصين ليأخذوا صورة فوتوغرافية من هذه الأسطوانة ، طبعت في هذه المجلة وقتذاك.