إن كل واجهة أمام آيات الله ، إلا ما يتجه به إلى الله ، إنها (مَكْرٌ فِي آياتِنا) تكذيبا لها قوليا أو عمليا ، أم غضا للنظر عنها دون تصديق ولا تكذيب أما ذا من غير واجهة الإعتبار والإستبصار.
و «آياتنا» هنا تعم مع سائر آيات الله ، الآيات الرسولية والرسالية وفي قمتها القرآن العظيم ، فبعد ضراء طويل وبيل مستهم من الجاهلية الجهلاء زمن الفترة الرسولية ، إذا أذقناهم رحمة عالية غالية قرآنية هي كل رحمات الله الروحية الخالدة إلى يوم الدين (إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا) خوضا فيها وتكذيبا واستهزاء بها وفرية عليها أنها من أساطير الأولين وما أشبه من افتراءات زور وغرور يدسها إليهم الغرور (قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً) حيث يأخذهم من حيث لا يعلمون و (إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ) فلا يفلتون عنا ولا نلفت عنهم ف (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) و (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٤٥ : ٢٩).
ذلك ومن مكرهم (فِي آياتِنا) أن أصابت أهل مكة ضراء القحط سبع سنين ثم أذاقهم رحمة الأمطار النافعة فنسبوها إلى أصنامهم ناسبين الضراء إلى الله ، معاكسة ظالمة ما أظلمها في تلك الفرية القاحلة.
فما ذا يصنع الله بهؤلاء الحماقى البعاد الأنكاد الذين دأبهم الدائب هو المكر (فِي آياتِ اللهِ) وكيف يستجيبهم في تطلب آيات يقترحونها على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!.
وترى ما هو الفارق بين الرحمة المذاقة والضراء الماسة؟ علّه أن الذوق أكثر من المس مسا والمس أقل من الذوق ذوقا ، تلميحا لسبق رحمته غضبه ، فما تذاق من رحمة هو أكثر بكثير مما يمس من ضراء.
ذلك ، وطالما يتطلبون منه آيات رسولية حسية نزلت على رسل الله من قبل ، وقد نزلت على هذا الرسول آية خالدة على مدار الزمن تناسب رسالته الخالدة ، وبضمنها لمحات من آيات حسية كشق القمر وما أشبه.
ولقد فصلنا البحث حول انشقاق القمر في سورته وفي الهامش تأييد