ومن ثم الصبر ، هذه الأربع هي من معدات الاستقامة كما أمروا ، وقد لا تعنى هذه المعدات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى من تاب معه فإنه معصوم عن ترك واجباتها واقتراف محرماتها ، ولذلك أتي بالجمع ، دون جمع بينه وبين من تاب معه كما في (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ).
(وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (١١٣)).
(لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) في سبيل الاستقامة وتحصيلها حيث الغاية لا تبرر الوسيلة ، فمحظور الركون إلى الظالمين مستقل في حرمته غير مستغل على عرامته ، سواء يستغل به لأمر محبور كالاستقامة في أمر الدين ، أم لأمر محظور فوا ويلاه ، والركون «إلى» هو جعله ركنا يعتمد عليه ، مائلا إليه.
وهنا (فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) تعني نار الذين ظلموا هنا وفي الأخرى حيث الركون إليهم دخول في ربعهم فشمول لنارهم إياكم كما شملتهم مهما اختلفت الدركات حسب الظلامات.
ثم (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ) إن ركنتم إلى الذين ظلموا (ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) من الله حيث تركتم الركون إليه وإلى أهل الله ، ولا من دون الله إذ لا يقدر أحد أن ينصر الخارج عن ولاية الله.
ذلك ، فحتى رجاء بقاء الذين ظلموا ظلم ونار ، فضلا عن الركون إليهم حيث فيه حب بقاءهم ، فالظالم يطارد في كافة الحقول كفرض جماهيري على الكتلة المؤمنة ، فكيف يركن إليه في سبيل الإيمان والاستقامة فيه ، أم وسواه لا سمح الله؟! (١).
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٤٠٠ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : هو الرجل يأتي السلطان فيحب بقاءه إلى أن يدخل يده كيسه فيعطيه. ـ