أشبه مما تضر أو تنفع ، فإنما هما من حصائل الأهلية العقيدية والعملية فتنفع ، أم ضدها فتنقع ، (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).
أجل ، إن للهالات النسبية والسببية ـ كما للحالات المساعدة في مختلف الظروف ـ إنها لها تأثيرا في تضخيم الصالحات والطالحات ، (وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً).
وتراه بعد جهل وسأل ما ليس له به علم من كون ابنه من الظالمين فلم يكن من أهله الآهلين؟ النص هنا ساكت عن سؤاله ، والآية التالية تنفي على حد قوله سؤاله :
(قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ)(٤٧).
فسؤال ما ليس للسائل به علم سؤالان اثنان ، سؤال محظور وهو سؤال الاعتراض : لم أهلكت ابني وهو من أهلي ، ولم يكن ، فإنما طرح الموقف المجهول لديه ليقف على ما يجهله من قضية ضلال ابنه ، ولما يتبين له أنه عدو لله دون سؤال ، ثم ذيّله ب : (وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) مما يصرح بكامل رضاه بحكمه تعالى في ابنه على أية حال له كما في كل الأحوال.
ثم وسؤال محبور أم هو لأقل تقدير غير محظور وهو الذي ينتجه (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ..) وليس ذلك من طرح السؤال ، بل هو أشبه بعرض الحال كما عرضها أيوب : «رب إني (مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ) (٣٨ : ٤١).
وليس (إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) إلّا حظرا عن مستقبل السؤال دون حاضره ، أو ماضيه ، كيلا يقع في فخ السؤال المحظور قضية الرحمة الأبوية ، ناسيا أنه تعالى (أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ).
وكما صدق بكل تصديق وعظ ربه حيث : (قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ) وعوذا بالله ألّا يعيذه ربه بعد دعاءه عن هذا