الربانية ، وهناك (أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ ...) وقد ينادى فيهما (أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) بحق الحق وبحق الخلق وبحق أنفسهم ، فهم في ثالوث منحوس من الظلم وما أظلمه.
و «الأشهاد» هنا هم شهداء الأعمال بما أشهدهم الله عليها ، وأشهدهم هو إمامهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) عليهم من أنفسهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا» (١٦ : ٨٩).
ثم والأمة من عترته (عليهم السلام) : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (٢ : ١٤٣) ـ (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ ... مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ..) (٢٢ : ٧٨) والمجتبون الرساليون من ذرية إبراهيم هم المعصومون من عترة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (١).
ولأن «الظالمين» هنا عامة طليقة فهل تشمل كافة الظالمين وإن كانت دركات اللعنة عليهم حسب دركاتهم في الظلم ، كما أن درجات الرحمة حسب الدرجات في العدل؟.
كلا! فإن كل ظلم لا يخلّف لعنة من الله ، واللعنات القرآنية على الظالمين مختصة حسب القرائن بأهل النار منهم ، وهنا الآية التالية تختصها بهم :
(الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ)(١٩).
(يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) رسوليا ورساليا وكتابا ودعوة ودعاية وأية سبيل من سبل الله (وَيَبْغُونَها عِوَجاً) طلبا لإعوجاجها عن الله إلى
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٣٤٧ في المناقب لابن شهر آشوب عن الباقر (عليه السلام) في الآية قال : نحن الأشهاد.