قد تشمل كما فصلناه على ضوء آية الأنعام هذه ، مهما اختلفت رسالة عن رسالة في بسالة الدعوة وبساطتها ، وليس «رسولهم» الناحي منحى ذوي العقول مما يختص هذه الرسالة بهم لمكان (أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) ـ و ـ (إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) حيث اعتبر سائر الدواب في حقل الرسالة عقلاء مهما اختلفت عقول عن عقول.
وأما (قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) اللّامحة لخصوص ذوي العقول ، فلا نرى رسالة بين الدواب وقضاء بالقسط بينها؟ فليس لا نرى رؤية لعدم الرسالة والقضاء ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
وهنا (قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) تشمل النشأتين ومعهما البرزخ في هذا البين ، فهنا القضاء بالقسط على ضوء بالغ الدعوة وحالقها ، قضاء حكيما بجزاء كلّ من الإيمان بدرجاته والكفر بدركاته ، ثم قضاء بواقع الجزاء (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) على أية حال.
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(٤٨).
ويكأن صدق هذا الوعد لزامه العلم بمتاه ، كمن يقال له متى ولدت أو تموت إن كنت صادقا في أنك كائن ، ولا رباط ولا صلة بين العلم بمتى أمر هو محقق دون متاه بمداه ، وهذا الوعد هو ما مضى في (نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ ..) من العذاب.
(قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)(٤٩).
فهنا الجواب أنني لا أملك من الله شيئا من أصل العذاب ومتاه ف (لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللهُ) من نفع أو ضر ، ومما يملكني إياه تخويلا بإذنه ودون تخويل ، ثم (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ) غير معلوم للقضاء عليها وانقراضها عن بكرتها ، أم عن حالتها التي هي عليها (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) بما قضى الله في علمه (فَلا يَسْتَأْخِرُونَ) عنه (ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) فطلب التأخير والتقديم منوط بعلمهم بمتاه ومداه ، ثم وأن الله