وليدَهم ، وأَجْدَعُوه. وجدّع القحطُ النّباتَ ؛ قال ابن مُقْبِل :
وغَيْثٌ مَرِيعٌ لم يُجَدَّعْ نَبَاتُهُ |
|
وَلَتْهُ أهاليلُ السِّماكَينِ مُعْشِبُ |
وأجْحَفَتْ بهم جَدَاع وهي السّنة ، لأنها تَجْدَع النباتَ وتُذِلّ النّاسَ. وجادَعَ صاحبَه : شارّه وشاتَمَه بجَدْعاً لك. وتركتُ البلادَ تَجَادَعُ أفَاعِيها أي تتآكل أشرارُها وتتعادى. ويقال : جدّعه وشرّاه إذا لقّاه شرّاً وسخرية ، كمن يَجْدَع أذن عبده ويبيعه.
جدف ـ جَدَفَ الملّاحُ السفينة إذا دفعها بالمِجْدَافِ ؛ قال أعشى هَمْدَانَ :
لمن الظّعائِنُ سَيرُهُنّ تَزَحُّفُ |
|
عَوْمَ السَّفِينِ إذا تَقَاعَسُ تُجْدَفُ |
وخفَقَ الطائرُ بمجدافيه أي بجناحيه ، وجَدَفَ بهما : ردّهما إلى خَلْفِه في طيرانه كما يفعل الملّاح بمجدافيه.
جدل ـ جدَلَ الحبلَ : فتَلَه ، وزِمامٌ مجدول وهو الجَدِيلُ. تقول : كأنّ في الجَديلِ إحدى بنات جَديل. وطعنه فجدّ له : ألقاه على الجَدَالَةِ وهي الأرض ؛ قال :
قد أرْكَبُ الآلَةَ بَعدَ الآلَهْ |
|
وأترُكُ العاجِزَ بالجَدَالَه |
وتقول : إن وَقَفْنَ فمَجَادِل وإن مَرَرْنَ فأَجادِل : إن وقَفن فقصور وإن مررنَ فصقور ؛ قال الأعشى :
في مَجْدَلٍ شُيِّدَ بنيانُهُ |
|
يَزِلّ عنهُ ظفُرُ الطَّائرِ |
وكان فلان جَدّالاً فصار تمّاراً ، وهو بائع الجَدَالِ وهو البلح ، سمّي لاشتداده ، أو بائع الحَمَامِ في الجَديلَةِ وهي الشَّرِيجَةُ. وشادَ قصرَه بصُمّ الجندل ، وبصُمّ الجنادل ، الواحدة جَنْدَلة ، والنون مزيدة ، والوزن فنعلة من الجَدْل.
ومن المجاز : امرأة مَجْدُولَةُ الخَلْقِ : قَضِيفَةٌ. ودِرْعٌ مجدولة وجَدْلاء : محكَمَةٌ. وعمل على جَديلَتِه أي على شاكلته التي جُدل عليها. وركب جَديلَتَه أي عزيمةَ رأيه. واستقامَ جَدْوَلُ القوم إذا انتظم أمرُهم كالجَدْوَل إذا اطّرَدَ وتتابع جَرْيُه. ونظر أعرابيّ إلى قافلة الحَاجّ متتابعةً ، فقال : أمّا الحاجّ فقد استقام جَدْوَلُهم.
جدي ـ وقع الجَدَا وهو المَطَر العام. وأجْدَاه أعطاه ، وهو عظيم الجَدَا والجَدْوَى ؛ قال العجّاج :
ما بَالُ رَيّا لا نَرَى جَدْوَاها |
|
نَلْقَى هوَى رَيّا وَلا نَلْقَاها |
وجَدَا علينا فلان : أفضَلَ. وجَدَوْتُه ، واجتَدَيْتُه ، واستجديتُه : سألتُه ؛ قال :
جدوتُ أُناساً موسرينَ فما جَدَوْا |
|
أَلا اللهَ أَجْدُوهُ إذا كنتُ جَادِيَا |
وقومٌ جُدَاةٌ ، ومُجْتَدِيَةٌ ، ومُسْتَجْدِيَةٌ. وفلان سَخيٌ جَدِيٌ. وما يُجْدي عليك ، وقلّ جَدَاءً عنك وهو الغَنَاء ؛ قال :
لَقَلّ جَدَاءً على مَالِكٍ |
|
إذا الحرْبُ شُبّتْ بأَجذالِها |
وتقول : أكلُ الجِداء قليلُ الجَدَاء. وتقول : ثلاثة في اثنين ، جُدَاءُ ذلك ستّةٌ أي مبلغه. ولها جِيدُ جِدَايَةٍ وهي الغَزَالَةُ ؛ قال جميل :
بجِيدِ جِدَايَةٍ وبعَينِ أحْوَى |
|
تُرَاعي بَينَ أكْثِبَةٍ مَهَاهَا |
وأوثِرْ جَدْيَتَيْ سرجِك لا يَعْقِر ، وهما ما يُبَطَّن به الدَّفّتَان من لِبْدٍ محشُوّ ، وكذلك جَدْيَتَا الرّحْل والجمع جَدْيٌ وجَدَيَات ؛ قال مِسْكِينٌ الدّارِميّ :
ما مَسّ رَحْلي العَنكَبُوتُ وَلا |
|
جَدَيَاتُهُ مِن وَضْعِهِ غُبْرُ |
ويقال لهما : الجَدِيَّتَانِ ، والعوامّ تسمّيهما : الجَديدَتَينِ. ويقال جَدَا عليه شُؤمُه إذا جَرّ عليه وهو من باب التعكيس ، كقوله تعالى : (فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ). قال ابن شَعْوَاء الفَزَارِيّ :
رَعَى طَرْفَها الوَاشُونَ حَتى تَبَيّنُوا |
|
هواها وقد يَجْدُو على النّفس شُؤمُها |