وأبضَعْتُه كذا إذا جَعَلتَه بِضاعَةً له. واستَبضَعتُ كذا إذا جعلتَه بضاعَةً لك ؛ قال زُمَيْلٌ (١) :
فإنّكَ وَاسْتِبْضَاعَكَ الشِّعْرَ نَحْوَنا |
|
كمُسْتَبْضِعٍ تَمْراً إلى أهْلِ خَيبرَا |
ويقولون : هو باضِعُ الحَيّ لمن يَحْمِلُ بَضَائِعَهُم.
ومن المجاز : من رَضَعَ معك رَضْعَه فهو منك بَضْعَه ، أي هو بعضُك.
ومن الكناية : بضَعَ المرأةَ بَضْعاً وباضَعَها بِضاعاً ومَلَكَ بُضْعَها إذا عقَدَ عليها. وبَضَعْتُ من الماء : رَوِيتُ لأنّك تقطعُ الشربَ عند الرّيّ. يقال : حتى متى تَكْرَعُ ولا تَبْضَع! وبَضَعْتُ من فلان إذا سئِمتَ من تكرير النُّصْحِ عليه فقَطَعْتَه.
بطأ ـ أبْطَأ عليّ فلانٌ ، وبَطُؤ في مِشْيَتِه ، وتَباطأ في أمره ، وتَباطأ عني ، وفيه بُطْءٌ ، وما كنتُ بَطيئاً ولقد بَطُؤتُ ، وفَرَسٌ بَطيءٌ من خَيْلٍ بِطَاءٍ ، وما أبطأَ بك عنّا؟ وما بَطّأ بك ، وما بَطّأك؟ قال عُمَرُ بنُ أبي رَبِيعَةَ :
فقمتُ أمشِي وقامَتْ وَهيَ فاتِرَةٌ |
|
كشارِبِ الرّاحِ بَطّا مَشْيَهُ السَّكَرُ |
واستبطأتُه ، واستَبطأتُ عَطاءَه ، وكتبَ إليّ كتابَ استِزادَةٍ واسْتِبْطاء ، وكتَبَ إليّ يَستَزِيدُني ويَستَبطِئُني.
بطح ـ بطَحَه على وجهه فانْبَطَح. ونَظَرَ حُوَيْصٌ إلى قبر عامر بنِ الطُّفَيْلِ فقال : هو في طول بَطْحَتي. أراد في طول قدّي مُنْبَطِحاً على الأرض ، وهي من البَطحِ كما أنّ القامةَ من القِيامِ. تقول للرجل : كيف بَيتُك؟ فيقول : قامَةٌ في بَطحَةٍ ، يريد سَمْكَه وسَعتَه. وحبّذا بَطحاءُ مكّةَ! وهو من أهلِ الأبْطَح ؛ وأنشد :
لنا نَبْعَةٌ فَرْعُها في السّماء |
|
ومَغْرِسُها سُرّةُ الأَبْطَحِ |
وهم قُرَيشُ البِطاح والأباطِحِ ؛ قال :
قُرَيْشِ البِطاحِ لا قُرَيْشِ الظّوَاهرِ
وبِطَاحٌ بُطْحٌ : واسعَةٌ عريضةٌ. وتبطّحَ السيلُ : اتّسع مَجْراه ؛ قال ذو الرُّمّة :
ولا زَالَ من نَوْء السِّماكِ علَيكُما |
|
ونَوْءِ الثّرَيّا وَابِلٌ مُتَبَطِّحُ |
وتبَطّحَ فلانٌ : تَبَوّأ الأَبْطَحَ ؛ قال :
هلّا سألتَ عن الّذينَ تَبَطّحُوا |
|
كرَمَ البِطاحِ وخَيرَ سُرّة وَادِي |
بطخ ـ أَبْطَخَ القومُ وأقْثَأُوا : كثُرَا عندهم. ونظر اللّيثُ إلى قَوْمٍ يأكُلونَ بِطّيخاً ؛ فقال :
لمّا رأيْتُ المُبْطِخِينَ أبْطَخُوا |
|
فأكَلُوا منهُ ومنهُ لَطَّخُوا |
ورَأيتُه يدور بين المَطابِخ والمَبَاطِخِ. وتَبَطّخَ : أكلَ البِطّيخَ. وتقول : التّبَطّح خير من التّبَطّخ ، أي النّزولُ بمكّةَ خيرٌ منه بخُوَارَزْمَ.
بطر ـ فيه طرَبٌ وبَطَرٌ وهو مجاوزة الحدّ في المَرَحِ وخِفّةِ النّشاط والزَّعَلِ. ورجلٌ أشِرٌ بَطِرٌ ، وأبْطَرَه الغِنى. وفَقْرٌ مُخْطِر خيرٌ من غِنًى مُبْطِر. وما أمْطَرَتْ حتى أبْطَرَتْ ، يعني السّماءَ. وإن الخِصْبَ يُبْطِرُ النّاسَ ؛ كما قال :
قوْمٌ إذا اخضَرّتْ نعالُهُم |
|
يَتَناهَقونَ تَناهُقَ الحُمُرِ |
وامرأةٌ بَطِيرَةٌ : شديدةُ البَطَرِ. وبَيْطَرَ الدّابةَ بَيْطَرَةً ، و «أشْهَرُ من راية البَيْطارِ» والدّنيا قَحْبَةٌ : يوماً عند عَطّار ويوْماً عند بَيْطار. وعهدي به وهو لدوابّنا مُبَيْطِرٌ فهو اليومَ علينا مُسَيْطِر.
ومن المجاز : لا يُبْطِرَنّ جَهْلُ فلانٍ حِلْمَك أي لا يجعله بَطِراً خفيفاً. ولا تُبْطِرَنّ صاحبَك ذَرْعَه أي لا تُقلِقْ إمكانه ولا تَستَفِزّه بأن تكلّفه غير المُطَاقِ ، وذَرْعَه من بدَل الاشتمال. وبَطِرَ فلانٌ نعمةَ اللهِ : استخفّها فكَفَرَها ، ولم يَستَرْجِحها فيَشكُرَها ، ومنه (بَطِرَتْ مَعِيشَتَها). وذهَبَ دمُه بِطْراً أي مَبْطوراً مستَخَفّاً
__________________
(١) نسبه في لسان العرب إلى خارجة بن ضرار.