روب ـ سقاه الرّائبَ والرَّوْبَ والمروَّبَ وهو اللبن الذي تكبّد وكثفت دُوايته وأنَى مخضُه ، وعن الأصمعيّ إذا أدرك قيل له : رائب ثمّ يلزمه هذا الاسم وإن مُخِض ؛ وأنشد :
سَقَاكَ أبو ماعِزٍ رَائِباً |
|
ومَن لكَ بالرّائِبِ الخاثِرِ |
أي سَقاك مَخيضاً ونحوه العُشَراء في لزومه النّاقة بعد مضيّ الأشهر العشرة ، وقد راب اللّبنُ يروب رَوْباً ورؤوباً. وطرَح فيه الرُّوبة ليروبَ وهي خَميرتُه ، وقد روّبوه وأرابوه في المِرْوَبِ وهو وِعاؤه الذي يخمر فيه. وفي مثل : «أهون مظلوم سقاء مُروَّبٌ» ؛ وقال :
عُجَيِّزٌ من عامِرِ بنِ جُندَبِ |
|
غليظة الوَجه عقور الأكْلُبِ |
تُبغضُ أن يُظلَمَ ما في المِرْوَبِ |
وقال آخر :
طَوَى الجرادُ مِروَبَ بنَ عَثْجَلِ |
|
لا مَرْحَباً بذا الجرادِ المُقبِلِ |
أي وقع على رعيه فأكله فجفّت ألبانُ إبله فطوى مِروبه ، وله موقع حسنٌ في الإسناد المجازي.
ومن المجاز : إنّه لرائب إذا كان خاثر النفس من مخالطة النُّعاس وتبلُّغِه فيه ترى ذاك في وجهه وثقله. وقوم رَوْبَى ، وقيل : هو جمع أروب كنوكى في أنوك ؛ قال بشر :
فأمّا تَمِيمٌ تَميمُ بنُ مُرٍّ |
|
فألفاهُمُ القومُ رَوْبَى نِيَامَا |
وأرابَ الرجلُ ورابت نفسُه وراب فلانٌ : اختلط عقلُه ورأيُه. وأنا إذ ذاك غلام ليست لي رُوبةٌ أي عقلٌ مجتمعٌ. وأعِرني رُوبةَ فرسك ، وهي ما اجتمع من مائه في جِمامه. وفرس باقي الرُّوبة وهي ما فيه من القوّة على الجري. وهَرِقْ عنّا من رُوبة اللّيل أي اكسر عنّا ساعة من اللّيل وفيه ملاحظة للمستعار منه. وفلان لا يقوم برُوبة أهله : بما أسندوا إليه من حوائجهم. ورجلٌ رائبٌ : مُعْيٍ. ودع الرّجل فقد رابَ دمه إذا تعرّض للقتل كما يقال : يغلي دمه شُبّه باللّبن الذي خثر وحان أن يُمخَض. وفي حديث أبي بكر رضي الله تعالى عنه : «وعليك بالرّائب من الأمور ودع الرّائب منها». يريد عليك بما فيه خير كاللّبن الذي فيه زُبدة ودع ما لا خير فيه كالمخيض ، وقيل : الأوّل من الرّؤوب والثاني من الرَّيب.
روث ـ راث الحافر يروث رَوْثاً. وتقول : إن لان عن نصرتك ذو لَوْثه فالصقْ بروثة أنفه روثه ؛ وهي طرف الأرنبة حيث يقطر الرّعاف. ورجل مُرَوَّثٌ : ضخم الأنف.
روج ـ روّجتُ الدراهم والسّلعة : جوّزتها ، وراجت تروج رواجاً. ولا خير في أدبٍ لا رواج له.
روح ـ الملائكة خَلْقٌ لله رُوحانيٌ. ووجدتُ رَوْح الشمال وهو برد نسيمها. ويومٌ راحٌ ، وليلةٌ راحةٌ. وتقول : هذه ليلة راحه للمكروب فيها راحه. ورِيحَ الغديرُ : ضربتْه الريحُ. وغصنٌ مَرُوحٌ ؛ وأنشد المبرّد :
لَعينُكَ يوْمَ البَينِ أسرَعُ واكِفاً |
|
من الفَنَن المَمْطُورِ وهوَ مَرُوحُ |
وطعامٌ مِرْياحٌ : نفّاخ يُكثر الرّياحَ في البطن. واستروح السّبعُ واستراح : وجد الرّيح. وأروحني الصّيدُ : وجد ريحي. وأروحتُ منه طيباً. وأروح اللّحمُ وغيره : تغيّر ريحه. وأراح القومُ : دخلوا في الرّيح. وأراح الإنسانُ : تنفّس ؛ قال امرؤ القيس يصف فرساً :
لها مِنخَرٌ كوِجارِ الضّبَاعِ |
|
فمِنْهُ تُرِيحُ إذا تَنْبَهِرْ |
وأحيا النّار بروحه : بنفَسه ؛ قال ذو الرّمّة :
فقُلتُ لهُ ارْفَعْها إليكَ وأحْيِها |
|
برُوحكَ واقتته لها قِيتَةً قَدْرَا |
وفي الحديث : «لم يُرِح رائحةَ الجنّة». ولم يَرَحْ بوزن لم يُرِدْ ولم يَخَفْ. وروّح عليه بالمِروحة. وتروّح بنفسه. وقعد بالمَرْوحة وهي مهبّ الرّيح. ودُهنٌ مُروَّحٌ : مُطيَّب ، وروِّحْ دُهنك. ومن يُروّح بالناس في مسجدكم : يصلّي بهم التراويح ، وقد روّحتُ بهم ترويحاً. وأرحته من التعب فاستراح. واستروحت إلى حديثه. وتقول : أراح فأراح أي مات فاستريح منه. وشربَ الرّاحَ. ودفعوه بالرّاح. وراوح بين عملين. والماشي يُراوح بين رجليه. وتراوحتْه الأحقاب ؛