أول ـ آلَ الرّعِيّةَ يَؤولُها إيالَةً حسَنَةً ، وهو حسنُ الإيالَةِ ، وأتالَها وهو مُؤتَالٌ لقومه مِقْتَالٌ عليهم أي سائِسٌ مُحْتَكِم. قال زِيادٌ في خطبته : قد أُلْنَا وإيلَ علينا أي سُسْنَا وسِسْنَا ، وهو مثَلٌ في التجارب ؛ قال الكُمَيتُ :
وقد طالَمَا يا آلَ مَرْوَانَ أُلْتُمُ |
|
بلا دَمَسٍ أمْرَ العُرَيْبِ ولا غَمْلِ (١) |
وهو آيلُ مالٍ. وأوّلَ القرآنَ وتأوّلَه. وهذا مُتَأوَّلٌ حسنٌ : لطيفُ التأويلِ جِدّاً. قال عبدُ الله بنُ رَوَاحَةَ رضي الله تعالى عنه :
نحنُ ضَرَبناكم على تَنْزِيلِهِ |
|
فاليَوْمَ نَضرِبكمْ على تأْويلِهِ |
ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عَن مَقِيلِهِ |
|
ويُذْهِلُ الخَليلَ عن خَليلِهِ. |
وتقول جملٌ أوّلٌ وناقَةٌ أوّلَةٌ إذا تَقَدّما الإبلَ. ويقال أوّلَ الحُكْمَ إلى أهلِه : ردّه إليهم. وفي الدّعاء للمُضِلّ : أوّلَ اللهُ عليك أي ردّ عليك ضَالّتَك. وخرج في أوائل الليل وأُولَيَاتِه.
ومن المجاز : فلان يَؤولُ إلى كَرَم ، وما لَكَ تَؤولُ إلى كَتِفَيك إذا انضمّ إليهما واجتَمَع. وطَبَخْتُ الدواء حتى آلَ المَنّانِ منه إلى مَنّ واحد. وتقول : لا تُعَوِّلْ على الحسب تعويلاً فتقوى الله أحسنُ تأويلاً أي عاقبةً. وتأمّلْتُه فتأوّلْتُ فيه الخيرَ أي تَوَسّمْتُه وتَحَرّيْتُه. وحُمِلَ على الآلةِ الحَدْباء وهي النعشُ.
أوم ـ في جَوْفه أُوَامٌ وأُوَارٌ وهو حرارَةُ العطش. ودعا جَريرٌ إلى مُهاجاتِه رجلاً من كُلَيب ، فقال الكليبيّ : إنّ نسائي بآمَتِهنّ ولم تدَعِ الشعراءُ في نِسائِك مُتَرَقَّعاً. يعني أنّ نساءه سَليماتٌ من الهجاء فلا أُعَرّضُهُنّ له ونساؤك مَهْجُوّاتٌ. يقال : فلانَةُ بآمَتِها أي بعُذْرَتِها.
أون ـ هو يفعل ذلك آوِنَةً بَعْدَ آوِنَةٍ ، وأنا آتيه آوِنَةً بَعْدَ آوِنَةٍ. وعن النّضْرِ : الآنُ آنُكَ إن فعلْتَ. وامشِ على الأَوْنِ وهو الرُّوَيْدُ من المشي ، عن الأصمَعيّ. وأُنْ على نفسِك أي ارفُقْ. وعن بعض العرب : أُونوا في سَيركم شيئاً. ويقال : على رِسْلِكَ وأَوْنِكَ وهَوْنِكَ ؛ قال :
غَيّرَ يا بِنْتَ الجُنَيْدِ لَوْني |
|
مَرُّ اللّيالي واختِلافُ الجَوْنِ |
وسَفَرٌ كانَ قَليلَ الأَوْنِ |
وبيننا وبين مكّة ثلاثُ لَيالٍ أوَائِنَ وآئِنَاتٍ. وكان في إيَوانِ كِسَرى ، والإيوانُ والإوَانُ بيتٌ مُؤزَّجٌ (١) غيرُ مَسدود الوجه ، وكلّ سِنادٍ لشيء فهو إوَانٌ له.
أوه ـ تَأوّهَ من خشيةِ الله تعالى. وفلانٌ مُتَألِّهٌ مُتَأوِّهٌ.
أوي ـ اللهمّ آوِني إلى ظِلّ كَرَمِك وعفوِك. وتقول : أنا أهْوِي إلى مَعاقِلِك هُوِيّا وآوِي إلى ظِلالِكَ أُوِيّا. وما لفلان امرأةٌ تُؤوِيه. وقال ابن عبّاس للأنصار رضياللهعنهم : بالإيوَاء والنّصْرِ ألّا جَلَسْتمْ. وأنتم مأوَى المَحاويج. وتألّبُوا عليّ وتآوَوْا ثمّ شَنّعوا عليّ وتَعاوَوْا. وأوَيْتُ عن كذا إذا تركتَه ، وأوَيْتُ لفلان : رَثَيْتُ له أيّةً ومأوِيَةً ؛ قال :
ولو أنّني اسْتَأوَيْتُهُ ما أوَى لِيَا
وتقول : وَجَدَني يَتيماً فآوَى وشهّرَني وأنا أخْمَلُ من ابنِ آوَى.
أهب ـ أخَذَ للسّفَرِ أُهْبَتَه وتأهّبَ له. وبنو فلانٍ جاعوا حتى أكلوا الأُهُبَ. وكاد يخرجُ من إهابِه في عَدْوِه ؛ قال أبو نُوَاسٍ في طَرَدِيّاتِه :
تَرَاهُ في الحُضْرِ إذا هَاهَا بِهِ |
|
كأنّما يَخْرُجُ مِن إهَابِهِ |
أهل ـ رجعوا إلى أهاليهم. وفلانٌ أهْلٌ لكذا وقد اسْتَأهَلَ لذلك وهو مُستأهِلٌ له ، سمعتُ أهلَ الحجاز يستعملونه استعمالاً واسعاً. ومكانٌ آهلٌ ومأهولٌ. وأهَلَ فلانٌ أُهُولاً ، وتأهّلَ : تزوّجَ ، ورجُلٌ آهِلٌ. وفي الحديث : «أنّه أعطى العَزَبَ حَظّاً وأعطَى الآهِلَ حَظّين». وآهَلَكَ اللهُ في الجنّة إيهالاً : زوّجك. «ووُشْكَانَ (٢) ذا إهالَةً»
__________________
(١) دمس : اسم لما غطي. والعريب مصغر عرب. والغمل مصدر غمل الأمر يغمله : ستره وواراه.
(١) مؤزج : مرتفع بناؤه.
(٢) وشكان : اسم فعل كسرعان ، وهو مثل يضرب للشيء يأتي قبل حينه.