واستأنَى في الطعام : انتظَرَ إدراكَه. واسْتَأنَيْتُ فلاناً : لم أُعْجِلْهُ. واستأنَى به : رَفَقَ به. ويَستأني بالجِراحة : ينتظرُ مآلَ أمرِها ؛ قال ابن مُقْبِل :
وقوْم بأيْديهِمْ رِمَاحُ رُدَيْنَة |
|
شَوَارِعُ تَسْتَأني دَماً أوْ تَسَلَّفُ |
تَنتَظِرُه أو تتعجّلُه. وآنَيتُ الأمرَ : أخّرتُه عن وقتِه. يقال : لا تُؤنِ فُرْصَتَك ؛ وقال الحُطَيئَةُ :
وآنَيْتُ العِشاء إلى سُهَيْلٍ |
|
أوِ الشِّعْرَى فطَالَ بيَ الأنَاءُ |
أوب ـ تَهْنِئُكَ أوْبَةُ الغائب. وفلانٌ أوّاهٌ أوّابٌ تَوّابٌ أي رَجّاعٌ إلى التوبة. وآبتِ الشمسُ : غابت. وفي الحديث : «شَغَلونا عن الصلاةِ الوُسْطَى حتى آبَتِ الشمسُ ملأ اللهُ قلوبَهم نَاراً». وغابَتِ الشمسُ في مآبِها أي في مغربِها. وآبَ بيده إلى سيفه ليَسْتَلّه ، وإلى سَهمِه ليرْميَ به ، وإلى قَوْسِه ليَنْزِعَ فيها. وأوّبوا تأويباً : ساروا النهارَ كلّه. ولهم إسْآدٌ وتأويبٌ. وما أعْجَبَ أَوْبَ يَدَيْها أي رَجْعهما في السّير. ويقال للمُسرع في سَيرِه : الأَوْبُ أَوْبُ نَعامَةٍ ؛ وقال كَعْب :
كأنّ أَوْبَ ذِرَاعَيْها إذا عَرِقَتْ |
|
وقد تَلَفّعَ بالقُورِ العَسَاقِيلُ |
أَوْبُ يدَيْ فاقِدٍ شَمطاءَ مُعوِلَةٍ |
|
ناحَتْ وجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ |
وهذا كَلامٌ ليسَ له آيِبَةٌ ولا رائحةٌ أي مرْجُوعٌ وفائدةٌ. وأُبْتُ بني فلان ، وتأوّبْتُهم : جئتُهم ليلاً. قال امرؤ القيس :
تَأوّبَني الدّاءُ القَديمُ فَغَلّسَا |
|
أُحاذِرُ أنْ يَرْتَدّ دائي فأُنْكَسَا |
وآبَكَ ما رَابَكَ دُعاء سُوء. وتقول لمنْ أمرْتَه بخُطّةٍ فعَصَاك ثمّ وقع فيما يَكْرَه آبَكَ أي آبَكَ ما تكرَه. قال رجل من بني عُقَيل :
أخَبّرْتني يا قلبُ أنّكَ ذو غَرًى |
|
بلَيْلى فَذُقْ ما كنتَ قَبلُ تَقُولُ |
فآبَكَ هَلّا واللّيالي بِغِرّةٍ |
|
تُلِمّ وفي الأيّامِ عَنْكَ غُفُولُ |
وجاؤوا من كلّ أوْبٍ أي من كلّ وجْهٍ ومَرْجع. ورَمَينا أَوْباً أو أَوْبَين وهو الرِّشْقُ ، وهما شاطئا الوادي وأَوباه. وكنتُ على صَوْبِ فلانٍ وأَوْبِه أي على طريقته ووجهِه. وما يُدْرَى في أيّ أَوْبٍ هو. وما زالَ هذا أَوْبَه أي طريقتَه وعادتَه.
أود ـ آدَهُ الحِمْلُ أي أثقَلَه. وآدَتِ الخيلُ الأرضَ بكثرتها. وآدَ العُودَ : اعتَمَدَ عليه فثَنَاه ، وانآدَ : انْغَطَفَ. وتقول : رجعتُ منه بالداهية النّآد وبالصُّلب المُنْآد. وأَوِدَ الشيءُ وتأوّد وفيه أَوَدٌ أي عِوَجٌ.
ومن المجاز : آدَني هذا الأمرُ : بلَغَ مني المجهُودَ والمشَقّة. وآد الفَيْءُ انثنى ورجَع ، وآدَ العَشِيُ ؛ قال المُرَقِّشُ :
والعَدْوَ بَينَ المَجْلِسَينِ إذا |
|
آدَ العَشِيُّ وتَنادَى العَمّ (١) |
أور ـ لَفَحني أُوارُ النارِ ، وأُوَارُ الشمس ، ومررتُ بتَنّورٍ فَلَفَحني بأُوَارِه.
ومن المجاز : كادَ يُغْشَى عليه من الأُوَارِ وهو العَطَش ، كما قيل له الحَرّةُ ؛ قال :
ظَلِلنْا نَخْبِطُ الظَّلْماء ظُهْراً |
|
لَدَيْهِ والمَطيُّ بهِ أُوَارُ |
جَوّعَهم حتى أظلَمَتْ أبصارُهم ، فكأنّهم ظُهراً في لَيلٍ مُظْلِم. ورَجُلٌ أُوَارِيّ : شديدُ العطش.
أوس ـ آسَهُ أوْساً وإياساً ، كقولك عاضَهُ عَوْضاً وعِياضاً. تقول : بِئسَ الإيَاس بِلالٌ من إياس ؛ أراد بِلالَ بنَ أبي بُرْدَةَ وإياسَ بنَ مُعاوية بنِ قُرّةَ. واسْتآسَني فأُسْتُه. قال الجَعْديّ :
ثَلاثَةُ أهْلِينَ أفْنَيْتُهُمْ |
|
وكانَ الإلَهُ هوَ المُسْتَآسَا |
أوق ـ ألقى عليه أَوْقَه وركب فوْقَه أي ثِقْلَه.
__________________
(١) العم : جماعة الناس. وتنادوا : تجالسوا في النادي.