أنف ـ أرغَمَ أُنُوفَهُم ، وآنُفَهُم. ونَفّسْتُ عن أَنْفَيْه أي مَنْخَرَيه ؛ قال مُزاحمٌ :
يَسُوفُ بِأَنْفَيْهِ النِّقَاعَ كَأنّهُ |
|
عنِ البَقْلِ من فَرْطِ النّشاطِ كَعِيمُ |
وامرأةٌ أَنُوفٌ : طيّبةُ الأنفِ. وتزوّج أعرابيّ فقال : وجدتُها رَصُوفاً رَشُوفاً أَنُوفاً. ومن المشتقّ منه : فيهم أَنَفَةٌ وأَنَفٌ ، وقد أَنِفَ من كذا. ألا ترى أنّهم قالوا الأَنَفُ في الأَنْفِ. والمؤمِنُ كالجَمَلِ الأَنِفِ وهو الذي أوجعَتْ أَنْفَه الخِزَامَةُ.
ومن المجاز : هو أَنْفُ قومِه ، وهم أَنْفُ النّاسِ ؛ قال الحُطَيْئَةُ :
قَوْمٌ همُ الأَنْفُ والأدنابُ غيرُهُمُ
وأنفُ الجبَلِ وأنفُ اللّحيَةِ ، وَعَدا أنْفَ الشَّدّ (١) ، وهذا أنْفُ عَمَله. وسارَ في أنفِ النهار ، وكان ذلك على أنْفِ الدهر ، وخرجتُ في أنْفِ الخَيْلِ. ومن المشتقّ منه : كَلأٌ ومَنْهَلٌ وكأسٌ أُنُفٌ ؛ قال الحطيئة :
ويَحْرُمُ سِرُّ جارتهم عَلَيهِم |
|
ويأكُلُ جَارُهم أُنُفَ القِصَاعِ |
وجاريةٌ أُنُفٌ : لم تُطْمَثْ ؛ وقال طُريحٌ الثّقَفيّ :
أيّامَ سَلْمَى غَرِيرَةٌ أُنُفٌ |
|
كأنّها خُوطُ بَانَةٍ رُؤُدُ |
وأتيتُه آنِفاً. ومضَتْ آنِفَةُ الشّباب. وهو يتأنّفُ الإخوانَ أي يطلبُهم آنِفِينَ لم يُعاشِروا أحَداً. واستأنَفَ الشيءَ وائتنَفَه. ونَصْلٌ مُؤنَّفٌ : مُحَدَّدٌ. وفلانٌ يتبعُ أنْفَه أي يتشمّم ؛ قال :
وجاء كمِثْلِ الرّألِ يَتْبَعُ أنْفَهُ |
|
لخُفّيْهِ من وَقْعِ الصّخورِ قَعاقِعُ |
أنق ـ هو شِبْهُ الأَنُوق في القَدْرِ والمُوق. وهذا شيء أنيقٌ وآنِقٌ ومُونقٌ. ورأيْتُ له حُسناً وأَنَقاً وبهاءً ورَوْنَقاً. وقد آنَقَني بحُسْنِه. وقد أَنِقْتُ به أي أُعْجِبتُ ، ولي به أَنَقٌ. وتأنّقَ في الرّوْضَة : وقع فيها متتبّعاً لما يُونِقُه. وعن ابن مسعود رضياللهعنه : إذا وقعتُ في آل حم وقعتُ في رَوْضاتٍ دَمِثَاتٍ أتأنّقُ فيهنّ. وعن محمّد بن عُمَير : ما من عاشِيَةٍ أشَدّ أَنَقاً ولا أَبْعَدَ شِبَعاً من طالبِ العِلْمِ. أراد بالأَنَقِ التأنُّقَ.
ومن المجاز : تأنّقَ في عَمَله وفي كلامه : إذا فَعَل فِعْلَ المُتَأنّق في الرّياض ، من تتبُّع الآنَقِ والأحْسَنِ.
أنم ـ لو رزقَنا اللهُ عدلَ سلطانِه لأنامَ أنَامَه في ظلّ أمانِه.
أنن ـ أنّ المريضُ إلى عُوّادِه. وما له حانّةٌ ولا آنّةٌ وهما النّاقةُ والشّاةُ. وفلان مَئِنّةٌ للخير ومَعْسَاةٌ : من إنّ وعَسَى أي هو موضِعٌ لأن يُقال فيه. إنّه لخَيِّرٌ وعسَى أن يفعَلَ خيراً. وتقول : فلانٌ للخَيرِ مئِنّه وللفضْلِ مَظِنّه. وقال ابن الزَّبير لابن الزُّبَير : لعنَ اللهُ ناقةً حَمَلَتني إليك ، فقال :
إنّ وراكِبَها ؛ وقال :
فقلتُ سَلامٌ قُلْنَ إنّ ومِثْلَهُ |
|
عَليكَ فقد غابَ اللّذُونَ تُرَاقِبُ |
يعني الوُشاةَ. ولا أفعلُ ذلك ما أنَ في السماء نجمٌ وما أنّ في الفُراتِ قَطْرَةٌ أي ما ثَبَتَ أنّه في السماء نجمٌ ، وإنّما جاز ذلك في هذا الكلام لأنّ حُكْمَ الأمثال حُكْمُ الشعر.
أني ـ انتظرْنا إنَى الطعام أي إدْراكَه. وبلغتِ البُرْمَةُ إنَاهَا. (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ). يقال أنَى الطّعامُ أَنًى وإنًى ، وحَمِيمٍ آنٍ ، وعَيْنٍ آنِيَةٍ : قد انتهَى حَرّهما. وهو يقوم آناء الليل أي ساعاته. وأمَا أنَى لك وأ لمْ يأنِ لك أن تفعلَ. وإنّه لَذُو أنَاة ورِفْقٍ ؛ قال النابغة :
الرّفْقُ يُمْنٌ والأَنَاةُ سَعَادَةٌ |
|
فَتَأنَ في رِفْقٍ تُلاقِ نَجَاحَا |
وامرأةٌ أَنَاةٌ : فَتُورٌ ، ونساء أَنَواتٌ. وتأنّى في الأمرِ واستأنَى. يقال : تأنَ في أمرك واتّئِدْ. قال حارِثَةُ بنُ بَدْر (١) :
اسْتَأنِ تَظْفَرْ في أُمُورِكَ كلّها |
|
وإذا عَزَمْتَ على الهَوَى فَتَوَكّلِ |
__________________
(١) الشد : العدو ، يريد عدا أشد العدو.
(١) هذا البيت من قصيدة مشهورة لعبد القيس بن خفاف البرجمي مطلعها :
سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً |
|
وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ |
فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى |
|
برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ) |