وأَرْوَنانِيّ : شَديدٌ ؛ قال :
وَظَلَّ لنِسْوَةِ النُّعْمَانِ مِنّا |
|
عَلى سَفَوَانَ يَوْمٌ أرْوَناني |
أري ـ تقول : أعْطَشُ إليكَ فما أَرْوَى وأنتَ كبَارِحِ الأرْوَى. وتقول : تُدْنِيها رَوِيّةُ الشَّعَف وكأنّها أُرْوِيّةُ الشَّعَف. وتقول : خَيرُه كالأرْي وشَرّه كالشَّرْي ؛ وهو عَمَلُ النّحْلِ العَسَلَ. يقال : أرَتِ النّحْلُ تَأرِي أرْياً ، فَسُمّيَ به العَسَلُ كما سُمّيَ المَكْسُوبُ كَسْباً.
ومن المجاز : تسميةُ المطَرِ أَرْيَ الجَنُوبِ في قولِ زُهَير :
يَشِمْنَ بُرُوقَهُ ويَرُشّ أرْيَ ال |
|
جَنُوبِ على حَوَاجِبِها العَمَاءُ (١) |
وقولهم : إنّ بَيْنَهُمْ أرْيَ عَدَاوَةٍ وهو ما يَتَوَلّدُ منها من الشّرّ.
أزر ـ شَدّ به أزْرَه ، ومعه مَنْ يُؤامِرُه ويُؤازِرُه. وأرَدْتُ كذا فآزَرَني عليه فلانٌ إذا ظاهَرَك وَعاوَنَك. وإنّه لحَسَنُ الإزْرَةِ ، ولكُلّ قومٍ من العرَب إزْرَةٌ يَأتَزِرُونَها.
ومن المجاز : الزّرعُ يُؤازِرُ بعضُه بعضاً إذا تَلاحَقَ والتَفّ ، وتَأزّرَ النّبْتُ تَأزُّراً ؛ وأنشد ثَعلَبٌ :
تَأزّرَ فِيهِ النّبْتُ حتى تَخايَلَتْ |
|
رُبَاهُ وحتى ما تُرَى الشّاءُ نُوَّمَا |
وشدّ للأمر مِئْزَرَهُ إذا تشمّرَ له ؛ قال في صِفة الحِمار :
شَدَّ على أمْرِ الوُرُودِ مِئْزَرَهْ
وقال الفَرَزْدَقُ :
فَقُلتُ لهَا ألَمّا تَعْرِفِيني |
|
إذا شَدّتْ مُحافَظَتي الإزَارا |
وعَمَّ الحَيَا فتَعَمّمَتْ به الآكام وتأزّرَتْ به الأَهْضَام. وفلان عفيفُ المِئْزَر والإزار ؛ قالت خِرْنِقُ :
والطّيّبُونَ مَعاقِدَ الأُزْرِ
وتقول : هو عَفيفُ الإزَار خَفيفٌ من الأوْزَار. وفي الحديث : «العَظَمَةُ رِدَائي والكِبْرِيَاء إزَارِي». وتَأزِيرُ الحائط : تَقْوِيَتُهُ بحُوَيْطٍ يُلْزَقُ به ، ويسمّى الإزَارَ والرِّدْء. ونَصَرَه نَصْراً مُؤَزَّراً. ويُسمّي أهلُ الديوانِ ما يُكتَبُ في آخر الكتاب من نُسخَةِ عَمَلٍ أو فَصْلٍ في بعض المهمّاتِ الإزَارَ ، وأزّرَ الكِتابَ تأزِيراً ، وكَتَبَ لي كتاباً مُصَدَّراً بكذا مُؤَزَّراً بكذا. وشاةٌ مُؤَزَّرَةٌ كأنّما أُزّرَتْ بسَوادٍ ، ويقال لها الإزارُ. وفرسٌ آزَر ، بوَزن آدر : أبيضُ العَجُزِ ، فإن نزَلَ البياضُ إلى الفَخذَينِ فهو مُسَرْوَلٌ ، وخيلٌ أُزْرٌ.
أزز ـ أزّتِ البُرْمَةُ ولها أزِيزٌ وهو صوتُ نَشيشِها. وهالَني أزِيزُ الرّعدِ ، وصَدّعَني أزِيزُ الرّحَا وهَزِيزُها. وأزّهُ على كذا : أغْرَاه به وحَمَله عليه بإزْعاجٍ. وهو يأتَزّ من كذا : يَمْتَعِضُ منه ويَنْزَعِجُ.
ومن المجاز : لجَوْفِه أزِيزٌ.
أزف ـ أزِفَ الرّحيلُ : دَنَا وعَجِلَ. ومنه : أقْبَلَ يَمشي الأزَفَى ، بوزن الجَمَزَى ، وكأنّه من الوَزِيف والهمزةُ عن واو. وساءني أُزُوفُ رحيلِهِم ، وأزَفُ رَحيلِهِم. وأشتى بنو فُلانٍ فتآزَفُوا إذا تَطانَبُوا مُتَدانِينَ. والآزِفَةُ القِيامَةُ لأُزُوفِها ؛ قال هُدْبَةُ :
وبَادَرَها قَصْرَ العَشِيّةِ قَرْمُها |
|
ذَرَى البَيتِ يَغْشاهُ من القُرّ آزِفُ |
ومن المجاز : في عَيْشِه أزَفٌ أي ضِيقٌ ، كما يقال : أمْرُه قريبٌ ومُتَقارِبٌ (١) ، ورجل متآزِفٌ : قصيرٌ لتَقَارُبِ خَلْقِه. والمَزَادَةُ المُتَآزِفَةُ : الصغيرةُ.
أزق ـ ثَبَتُوا في المَأزِق المتَضايِقِ ، وهم ثُبَّتٌ في المآزِقِ.
أزل ـ هم في أزْلٍ : ضِيقٍ من العيش. وتقول : قَلّ نُزُلُهُم وطالَ أزْلُهُم ؛ وأُزِلُوا حتى هُزِلوا ، أي حُبِسوا وضُيّقَ عليهم. وقولُهُم : كان في الأزَلِ قادِراً عالماً وعِلمُه أزَليّ وله الأزَلِيّةُ ، مَصْنُوعٌ ليس من كلام العرب ، وكأنّهم نظروا في ذلك إلى لفظ لم أزَلْ.
أزم ـ أزَمَ الفَرَسُ على فأسِ اللّجام : عَضّ عليه وأمْسَكَه ،
__________________
(١) الضمير للنعاج في البيت قبله. ويشمن ينظرن. والعماء السحاب.
(١) كذا في جميع النسخ ، ولعل أصل عبارة المؤلف (ورجل متآزف قصير لتقارب خلقه كما يقال متقارب).