بن أخطب فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله يا فاسق كيف رأيت صنع الله بك؟ فقال : والله يا محمد ما ألوم نفسي في عداوتك ولقد قلقلت كل مقلقل (١) وجهدت كل الجهد ولكن من يخذل الله يخذل ، ثم قال حين قدم للقتل :
لعمري ما لام ابن أخطب نفسه |
|
ولكنه من يخذل الله يخذل |
فقدم وضرب عنقه ، فقتلهم رسول الله صلىاللهعليهوآله في البردين بالغداوة والعشى في ثلاثة أيام، وكان يقول : اسقوهم العذب وأطعموهم الطيب وأحسنوا أساراهم حتى قتلهم كلهم ، فأنزل الله عزوجل فيهم (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ) اى من حصونهم (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) الى قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً).
٦٣ ـ واما قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا) الى قوله تعالى اجرا عظيما فانه كان سبب نزولها انه لما رجع رسول الله صلىاللهعليهوآله من غزوة خيبر وأصاب كنز آل أبي الحقيق قلن أزواجه أعطنا ما أصبت فقال لهن رسول الله صلىاللهعليهوآله قسمته بين المسلمين على ما أمر الله عزوجل ، فغضبن من ذلك وقلن : لعلك ترى انك ان طلقتنا ان لا نجد الا كفاء من قومنا يتزوجونا؟ فأنف الله عزوجل لرسوله فأمره الله ان يعتزلهن فاعتزلهن رسول الله صلىاللهعليهوآله في مشربة أم إبراهيم تسعة وعشرين يوما حتى حضن وطهرن ، ثم انزل الله عزوجل هذه الآية وهي آية التخيير ، فقال : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ) الى قوله تعالى : (أَجْراً عَظِيماً) فقامت أم سلمة أول من قامت فقالت : قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك ، فأنزل الله عزوجل: (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) فقال الصادق عليهالسلام : من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلق ، وقوله عزوجل : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ) مع هذه الآية قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) وقد
__________________
(١) قلقله فتقلقل : اى حركه فتحرك.