او عدة من أصحابنا ، ومراده من العدة أو الجماعة اشخاص يعتد بهم ، لا أن المراد أقل الجمع ، وذلك لأن الرواة لو كانوا اثنين أو ثلاثة لذكرهم النجاشي كما في السري بن عبد الله قال : له كتاب روى عنه الحسن بن الحسين العرني ، ومحمد بن يزيد الحرامي وغيرهما (١) ، وقال في سالم الحناط : له كتاب روى عنه عاصم بن حميد ، واسحاق بن عمار (٢) ، وغير ذلك من الموارد.
ثم إن الظاهر أنه إذا كان الرواة للكتاب جماعة ، فالرواة عنهم كذلك ، كالطبقة الأولى أو أكثر ، وهكذا في الطبقة الثالثة والرابعة لأن الداعي لرواية الكتاب أشد ، فيكون الكتاب أشهر ، إلّا في بعض الموارد النادرة.
وممّا يؤكّد ما ذكرناه ، أن النجاشي قال في حقّ حذيفة بن منصور : له كتاب يرويه عدة من أصحابنا ، كما تقدم ، مع أن الشيخ صرّح في التهذيب ، والاستبصار بعد ان ذكر رواية حذيفة عن معاذ الدالة على أن شهر رمضان ثلاثون يوما أبدا لا يصحّ العمل به من وجوه ، منها : أنه لا يوجد في شيء من الاصول المصنفة ، وإنما هو موجود في شواذ من الاخبار ، ومنها ان كتاب حذيفة بن منصور رحمهالله عري منه ، والكتاب معروف مشهور ولو كان هذا الحديث صحيحا لضمنه كتابه ... (٣) الخ.
وهذا الكلام مضافا إلى أنّه يشتمل على المدح للأصول المصنفة ، يدل على أن كتاب حذيفة معروف ومشهور.
واما المرتبة الرابعة : وهم الذين يشتركون مع المتقدمين في النتيجة في جزء من السند فبعض كتبهم صححها الامام عليهالسلام ، ومن المعلوم أن كل ما
__________________
(١) رجال النجاشي الطبعة الاولى المحقّقة ج ١ ص ٤٣٣.
(٢) ن. ص ص ٤٢٧.
(٣) التهذيب ج ٤ ص ١٦٩ والاستبصار ج ٢ ص ٦٦ ح ٢١٥.