بنو فضال ، وبنو سماعة والطاطريّون (١) ـ أي لأجل انّهم ثقاة ـ فيمكن القول بشموله لجميع رواياتهم ، وقد روى الطاطريّون كتاب درست بن أبي منصور ، ولكن يمكن أن يقال على هذا الوجه : إنّ الطاطريين وإن كانوا ثقاة إلا أنهم مخالفون للحق ، وإنما عملت الطائفة برواياتهم لكونهم ثقاة ، فحالهم حال بني سماعة وبني فضّال ، والظاهر أنّ المراد رواياتهم أنفسهم ولا يشمل كلّ رواية يروونها وإن كانت مرسلة ، أو عن غير ثقة ، فلا يمكن الاطمئنان بهذا الوجه ، وفي ما تقدّم من الوجوه كفاية لاستظهار وثاقة درست.
وأمّا الجهة الثالثة : فالكتاب ليس فيه ما يخالف المذهب ، بل صرّح صاحب الوسائل بأنّه لم ير فيه شيئا منكرا إلّا موردين (٢) ويمكن حملهما على التقيّة مع موافقتهما لما في الكافي.
وبناء على ذلك فالكتاب معتبر من جهاته الثلاث.
الكتاب الثالث والرابع : كتاب زيد النرسي ، وكتاب زيد الزرّاد
ويجري في هذين الكتابين ما تقدّم في كتاب درست من جهة الطريق إلى الشيخ ، وأمّا الطريق من الشيخ إلى زيد النرسي فهو معتبر (٣) ، وكذلك من النجاشي إليه (٤).
وأمّا الطريق إلى زيد الزرّاد فهو وإن لم يكن موجودا للشيخ ، إلّا أنّه يمكن تصحيحه عن طريق النجاشي (٥) ، أو بواسطة ابن أبي عمير الواقع في طريق
__________________
(١) عدة الاصول ج ١ الطبعة الاولى المحققة ص ٣٨١.
(٢) الاصول الستة عشر ـ الطبعة الحيدرية ص ١٧٠.
(٣) الفهرست الطبعة الثانية ص ٩٧.
(٤) رجال النجاشي الطبعة الاولى المحققة ص ٣٩٥.
(٥) ن. ص ص ٣٩٦.