وقد استدل على صحة الروايات الواردة في كتابي التهذيب والاستبصار بوجهين :
الأول : ما حكاه المحقق الكاشاني في الوافي (١) ، قال : قال صاحب التهذيب في العدة : «إنّ ما أورده في كتابي الاخبار إنما اخذه من الاصول المعتمد عليها».
وهذا القول شهادة على أن جميع روايات الكتابين مأخوذ من الكتب المعتمدة فتكون صحيحة.
وأشكل على هذه العبارة بأنها غير موجودة في العدة ، ولو سلم ذلك ، الا أن الشهادة بالصحة لا تستوجب حجية الروايات عندنا ، وإنما تكون حجة إذا اعتبرنا عين ما يعتبره الشيخ من الشروط في صحة الروايات ، فصحتها عنده لا تعني صحتها عندنا.
وبعبارة أخرى إن الاشكال الوارد على الأصلين السابقين وارد في هذا المقام.
والجواب : إننا وإن لم نجد هذه الجملة المحكية صريحة في العدة ، الا أنه يمكن استفادة مضمونها من ضم كلمات الشيخ بعضها إلى بعض. فإن الشيخ بعد ان ذكر مختاره في حجية خبر الواحد ، إذا كان راويه إماميا ولم يطعن في روايته وكان سديدا في نقله قال : والذي يدلّ على ذلك إجماع الفرقة المحقة ، فإني وجدتها مجمعة على العمل بهذه الأخبار التي رووها في تصانيفهم ، ودوّنوها في أصولهم ، لا يتناكرون ذلك ، ولا يتدافعونه حتى أنّ واحدا منهم إذا أفتى بشيء لا يعرفونه سألوه : من أين قلت هذا؟ فإذا أحالهم إلى كتاب معروف ،
__________________
(١) الوافي ج ١ المقدمة الثانية ص ١١ الطبع القديم.