سابعا : ما ورد في جواب الشيخ المفيد قدسسره ، عن سؤال أخبار الأشباح ، قال : إنّ الأخبار بذكر الأشباح تختلف ألفاظها وتتباين معانيها ، وقد بنت الغلاة عليها أباطيل كثيرة ، وصنّفوا كتبا لغوا فيها ، وهزأوا فيما اثبتوا في معانيها ، وأضافوا ما حوته الكتب إلى جماعة من شيوخ أهل الحقّ ، وتخرصوا الباطل بإضافتها إليهم من جملتها كتاب سمّوه كتاب الأشباح والاظلة ، ونسبوا تأليفه إلى محمد بن سنان ، ولسنا نعلم صحّة ما ذكروه في هذه الباب عنه ، فإن كان صحيحا فإنّ ابن سنان قد طعن عليه ، وهو متّهم بالغلو ، وإن صدقوا في إضافة هذا الكتاب إليه فهو ضال بضلاله عن الحق ، وإن كذبوا فقد تحمّلوا أوزار ذلك (١).
وعليه فإنّ التضعيف الوارد في حقّ محمد بن سنان إنّما هو من هذه الجهة.
والذي يقوى في النفس : أنّ محمد بن سنان مرّ بفترة اضطراب ثمّ عاد ، ويدلّ عليه قول صفوان المتقدم ، كما أنّ الشيخ قد ضعفّه في أصحاب الرضا عليهالسلام ، أمّا في أصحاب الكاظم والجواد فلم يضعّفه ، ولعلّ اضطرابه كان في تلك الفترة.
وأمّا ما ذكره الكشّي : عن أيّوب بن نوح في موردين ، فالمورد الثاني ورد معلّلا بأنّ محمد بن سنان ، قال قبل موته : كلّما حدثتكم به لم يكن لي سماع ولا رواية ، وإنّما وجدته ، وعليه فيكون هو المقدم على المورد الأوّل لخلّوه عن التعليل ، وحينئذ يكون عدم استحلال ابن نوح الرواية عن محمد بن سنان لهذه الجهة.
وقد تقدّم في الفصل السابق انّه لا إشكال في الحديث والتحدّث عن طريق الوجادة ، مع العلم بنسبة الكتاب إلى صاحبه ، نعم لا يصحّ أن يقول
__________________
(١) المسائل السروية المطبوع ضمن عدة رسائل للشيخ المفيد ص ٢١٠ الطبعة الثانية.