عنده من الغلاة ، ومحمد بن سنان كان كثير الرواية للمعاجز حتى قال : من كان يريد المعضلات فإليّ ، ومن أراد الحلال والحرام فعليه بالشيخ ـ يعني صفوان بن يحيى ـ (١).
هذا مضافا إلى أنّ النجاشي ذكر كلام صفوان في محمد بن سنان من أنّه همّ أن يطير غير مرّة فقصصناه ، وهذا يدلّ على اضطراب محمد بن سنان مدّة ثمّ عاد ، والتعبير بالطيران والارتفاع والغلو تؤدّي معنى واحدا في الاصطلاح.
وأمّا المورد الثاني من كلام النجاشي ، وهو ما ذكره في ترجمة المدائني فلأنّ ميّاحا مرميّ بالغلو وقال عنه ابن الغضائري : غال (٢) ، ومن هنا قال النجاشي : وطريقها أضعف منها (٣).
ورابعا : انّ في قول الفضل : لا أستحلّ الرواية عن محمد بن سنان ما دمت حيّا ، وإذنه بعد موته ، إشعارا بتهمة محمد بن سنان بالغلو لأنّه إذا كان غير ثقة فما الفرق في الرواية عنه حيّا وميّتا بعكس ما إذا كان مرميّا بالغلو ، فإنّ الفضل لا يحبّ أن تنسب رواياته إلى محمد بن سنان حال حياته.
وخامسا : ما يستفاد من الروايات وقد تقدّم نقلها ولا سيما ما يرويها هو عن نفسه كما في روايته حول إصابته بوجع العين ، وكذا رواية رجوع بصره إليه بعد تمسّحه بالإمام الجواد عليهالسلام وغيرها من الروايات ، وفي بعضها انّ الامام حذّره من إذاعة الأمر ، وأوصاه بالكتمان ، إلّا أنّه لم يلتزم بذلك ممّا أوجب اتّهامه بالغلو ، ويؤيّده ما رواه ابن طاووس ، عن أحمد بن هليل ، وسؤاله عمّا يقال عن محمد بن سنان في أمر الغلو وقد تقدّمت الرواية عند نقل عبارة ابن طاووس.
__________________
(١) رجال الكشي ج ٢ ص ٧٩٦ مؤسسة آل البيت (ع).
(٢) مجمع الرجال ج ٦ ص ١٦٤ مؤسسة اسماعيليان.
(٣) رجال النجاشي ج ٢ ص ٣٧٨ الطبعة الاولى المحققة.