يتوقف على ذكر مقامات :
(الأول) ـ في كيفية التسبيح المذكور هنا وقد اختلف الأصحاب في ذلك على أقوال : أحدها ـ الاجتزاء بأربع تسبيحات : «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» مرة واحدة ، ذهب اليه الشيخ المفيد والشيخ في الاستبصار وجمع من المتأخرين : منهم ـ العلامة في المنتهى وشيخنا الشهيد الثاني في الروض حيث قال انه أصح الأقوال ، ويدل عليه من الأخبار المتقدمة الخبر الخامس والسادس والخامس عشر والسادس عشر.
وثانيها ـ انها تسع تسبيحات : «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله» يكررها ثلاث مرات ، ذهب اليه الصدوق ابن بابويه وأسنده في المعتبر والتذكرة والذكرى إلى حريز بن عبد الله السجستاني من قدماء الأصحاب ، ونقل في المختلف عن علي بن بابويه انه قال : وتسبح في الأخراوين إماما كنت أو غير امام تقول «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله» ثلاثا. قال فيكون الواجب عنده تسع تسبيحات ورواه ابنه في من لا يحضره الفقيه وهو اختيار أبي الصلاح. انتهى وظاهر كلامه في المختلف ان مذهب أبي الصلاح القول بالتسع مع انه في المنتهى نسب اليه القول بثلاث تسبيحات كما نقله عنه في الذخيرة ومثله شيخنا في البحار إلا اني لم أقف عليه في المنتهى كما ذكراه ولم يذكر لأبي الصلاح هنا مذهبا بالكلية وهما اعلم بما نقلاه.
ويدل على هذا القول ما تقدم في الخبر الأول من الأخبار المتقدمة إلا ان هذا الخبر قد نقله ابن إدريس في السرائر عن حريز عن زرارة في موضعين بزيادة في أحدهما على ما قدمنا نقله عن الصدوق (أحدهما) في باب كيفية الصلاة (١) وزاد فيه بعد «لا إله إلا الله» «والله أكبر» وثانيهما في آخر الكتاب في ما استطرفه من كتاب حريز (٢) ولم يذكر فيه التكبير ، قال شيخنا المجلسي (قدس
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ٥١ من القراءة.