بضعة أيّام فنبّأني
بارتحال السيّد من النجف ويحدّثني عن سيرته ويوقفني على قصّته الغريبة فأسفت أسفاً
بالغاً على ما فاتني من سماع القصة منه نفسه ، وإن كنت اُجلّ الشيخ عن أن يخالف ما
يرويه شيئاً ممّا وعته أُذناه من السيّد نفسه ، ولكنّي صادفت السيد ثانياً في
مدينة الكاظمين ، منذ عدّة أشهر وذلك في شهر جمادى الآخرة من سنتنا هذه حينما عدت
من النجف الأشرف وكان السيد راجعاً من سامراء وهو يؤمّ ايران ، فطلبت إليه أن
يحدّثني عن نفسه وعمّا كنت قد وقفت عليه ممّا عرض له في حياته فأجابني إلى ذلك ،
وكان ممّا حكاه قضيّتنا المعهودة حكاها برمّتها طبقاً لما كنت قد سمعته من قبل.
قال : غادرت سنة ١٢٨٠ (دار المرز) مدينة
رشت إلى تبريز متوخياً حجّ بيت الله الحرام ، فحللت دار الحاج صفر علي التبريزي
التاجر المعروف وظللت هناك حائراً لم أجد قافلة أرتحل معها حتّى جهّز الحاج جبّار
الرائد (جلو دار) السدهي الإصبهاني قافلة إلى طرابوزن ، فأكريت منه مركوباً وصرت
مع القافلة مفرداً من دون صديق ، وفي أوّل منزل من منازل السفر التحق بي رجال
ثلاثة كان قد رغّبهم في ذلك الحاج صفر علي ، وهم المولى الحاج باقر