قال ابن جماعة : وقال في إملاك (١) علي بن قاضي القضاة شمس الدين السروجي الحنفي. وكان جميل الصورة ، على أختي شقيقتي فاطمة : [بحر الطويل]
هنيئا بتأليف غريب نظامه |
|
لقد حار في أوصافه نظم عارف |
غدت شمس حسن بنت بدر سيادة |
|
تزفّ لبدر نجل شمس معارف |
سميان للزهرا البتول وللرضا |
|
علي ونجلا الأكرمين الغطارف (٢) |
فدام عليّ عالي الجد سيدا |
|
ولا زال في ظل من العيش وارف |
وقال يخاطب شيخه ابن النحاس وقد أغبّ زيارته : [بحر الطويل]
أعين حياتي والذي ببقائه |
|
بقائي لقد أصبحت نحوك شيّقا |
أقمت بقلبي غير أنّ لمقلتي |
|
برؤيتك الحظ الذي يذهب الشقا |
وما كان ظني أنك الدهر تاركي |
|
ولو أنني أصبحت بين الورى لقا |
لطائف معنى في العيان ولم تكن |
|
لتدرك إلا بالتزاور واللّقا |
وقال يخاطب قاضي القضاة شمس الدين السروجي الحنفي ، وقد أعيد إلى منصب القضاء ، وكان يتطلع إليه رجل يدعى نجم الدين : [بحر الطويل]
ذوو العلم في الدنيا نجوم زواهر |
|
وإنك فيها الشمس حقا بلا لبس |
إذا لحت أخفى نوركم كل نير |
|
ألم تر أن النجم يخفى مع الشمس |
وقال : [بحر الخفيف]
لم أؤخر عمن أحب كتابي |
|
لقلى فيه أو لترك هواه (٣) |
غير أني إذا كتبت كتابا |
|
غلب الدمع مقلتي فمحاه |
وقال : [بحر البسيط]
تذكري للبلى في قعر مظلمة |
|
أصارني زاهدا في المال والرتب |
أنّي أسرّ بحال سوف أسلبها |
|
عما قريب وأبقى رمّة الترب؟ |
__________________
(١) الإملاك : وليمة العرس.
(٢) الزهرا : هي فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. والغطارف : السادة.
(٣) القلى : الكراهية والبغض.