قال السبكي (١) : الّذي نختاره وندين الله به : أنّ فاطمة أفضل ، ثمّ خديجة ، ثمّ عائشة. قال : ولم يخف عنّا الخلاف في ذلك ، ولكن إذا جاء نهر الله بطل نهر العقل (٢).
قال الشيخ شهاب الدين بن حجر الهيتمي (٣) : ولوضوح ما قاله السبكي ، تبعه عليه المحقّقون (٤).
وممّن تبعه عليه : الحافظ أبو الفضل ابن حجر (٥) فقال في موضع : هي مقدّمة على غيرها من نساء عصرها ومن بعدهنّ مطلقا (٦).
__________________
(١) السبكي : تقي الدين علي بن عبد الكافي المعروف بالسبكي الكبير ، محدّث ، مفسّر ، أصولي ، متكلّم ، أديب ، شاعر ولد في سبك بمصر سنة ٦٨٣ ه ، انتقل إلى الشام وتولّى القضاء بها سنة ٧٣٩ ه ، ثمّ عاد إلى القاهرة وتوفّي بها سنة ٧٥٦ ه ، له مصنّفات كثيرة ، منها : شفاء السقام في زيارة خير الأنام ، والمسائل الحلبية في فقه الشافعية ، والابتهاج في شرح المنهاج ، ترجم له ولده التاج السبكي صاحب طبقات الشافعية ترجمة مفصّلة في الطبقات ١٠ : ١٣٩.
(٢) نقله العلّامة الصالحي الشامي في سبل الهدى ١١ : ١٦٠ وقال : «هو في ضمن المسائل الّتي ذكرها السبكي في كتابه «الفتاوى الحلبيات» وهي مسائل سألها شيخ حلب شهاب الدين الأذرعي» ، ونقله أيضا العلّامة المناوي في فيض القدير ٤ : ٤٢١ في شرح الحديث رقم ٥٨٣٥ ، والعلّامة المباركفوري في تحفة الأحوذي ١٠ : ٣٤٩ في شرح الحديث رقم ٣٨٨٧ وزاد في آخره «ولكن الحقّ أحقّ أن يتّبع» ، وابن حجر في فتح الباري ٧ : ٥١٩ باب :
تزويج النبيّ صلىاللهعليهوآله خديجة ، والصالحي في موضع آخر من سبل الهدى ١١ : ١٦١ وعقّب عليه : «قال شيخنا :
الصواب هو القطع بتفضيل فاطمة ، وبه جزم ابن المغربي في روضته».
(٣) أحمد بن محمّد بن حجر الهيتمي ؛ شهاب الدين المكّي الشافعي ، ولد سنة ٨٩٩ ه بمحلة أبي الهيتم بمصر وإليها ينسب ، ولذا غلط من قال : الهيثمي بالثاء. تتلمذ عند السمهودي وابن النجّار الحنبلي وغيرهم ، ارتحل إلى مكّة سنة ٩٤٠ ه وبقي بها إلى أن توفّي سنة ٩٧٣ ه ودفن بالمعلّاة في مقبرة الطبريين. وكان شديد التشنيع على ابن تيمية ، له مصنّفات كثيرة ، منها : الصواعق المحرقة ، والقول المختصر في علامات المهدي المنتظر ، وشرح مشكاة المصابيح.
(٤) حكى كلامه العلّامة المناوي في فيض القدير ٤ : ٤٢٢ في شرح الحديث رقم ٥٨٣٥.
(٥) الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المصري الشافعي ، ولد سنة ٧٧٣ ه ، تتلمذ عند الزين العراقي وابن الملقّن وغيرهم ، أصبح قاضي القضاة بمصر على عهد الملك الأشرف برسباي ، له أكثر من مائة مصنّف ، أهمّها : فتح الباري شرح صحيح البخاري ، الإصابة في تمييز الصحابة ، تهذيب التهذيب ، لسان الميزان ، توفّي سنة ٨٥٢ ه ودفن بين قبر الشافعي وقبر الليث بن سعد.
(٦) فتح الباري ٧ : ٤٧٧ باب : مناقب فاطمة. وذكر مثله أيضا في : ٥١٩ باب : تزويج النبيّ صلىاللهعليهوآله خديجة عند نقله