(٣) وروي : أنّها تمثّلت أيضا بشعر فاطمة بنت الأحجم (١) :
قد كنت لي جبلا ألوذ بظلّه |
|
فتركتني أمشي بأجرد ضاحي |
قد كنت ذات حمية ما عشت لي |
|
أمشي البراز وكنت أنت جناحي |
فاليوم أخضع للذليل وأتّقي |
|
منه وأدفع ظالمي بالراح |
وإذا دعت قمرية شجنا لها |
|
ليلا على فنن دعوت صباحي (٢) |
__________________
فوضعته على عينيها» ، نظم درر السمطين : ١٨١ ، نور الأبصار : ٥٣ ، الإتحاف : ٣٣. ومطلعه :
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى |
|
إن كنت تسمع صرختي وندائيا |
وآخره :
فاليوم اخضع للذليل وأتّقي |
|
ضيمي وادفع ظالمي بردائيا |
(١) فاطمة بنت الأحجم الخزاعية ، شاعرة إسلامية من الصحابيات ، لها أشعار في رثاء إخوتها ، ومطلع أبياتها :
يا عين بكيّ عند كلّ صباحي |
|
جودي بأربعة على الجراح |
قد كنت لي جبلا ألوذ بظلّه |
|
فتركتني أمشي بأجرد ضاحي |
(٢) عيون الأثر ٢ : ٤٣٤ ، سبل الهدى ١٢ : ٢٨٨ وزاد في آخره :
فالله صبّرني على ما حلّ بي |
|
مات النبيّ قد انطفى مصباحي |
ومن أشعارها صلوات الله عليها أيضا ، ممّا لم يذكره المصنّف ، قولها بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب |
نسبه إليها الزمخشري في الفائق في غريب الحديث ٣ : ٤١١ ، وابن قتيبة في غريب الحديث ١ : ٢٦٧ ، وابن الأثير في النهاية ٥ : ٢٣٩ ، وفي لسان العرب ٢ : ١٩٨ قال : «إنّ فاطمة قالته بعد موت أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله» ، ومثله في تاج العروس ١ : ٦٥٤.
والهنبثة : إثارة الفتنة ، وهي من النبث ، والهاء زائدة ، ويقال للأمور الشداد : هنابث ، يريد ما وقع الناس فيه من الفتن ، وهذا البيت يعزى إلى فاطمة عليهاالسلام. قاله الزمخشري في الفائق ١ : ٦٠.
وممّا ينسب إليها عليهاالسلام :
إذا ما مات قرم قلّ والله ذكره |
|
وذكر أبي مذ مات والله أزيد |
تذكّرت لمّا فرّق الموت بيننا |
|
فعزّيت نفسي بالنبيّ محمّد |
فقلت لها إنّ الممات سبيلنا |
|
ومن لم يمت في يومه مات في غد |
ذكره في سبل الهدى ١٢ : ٢٨٩ ، والقرم : السيد العظيم.