الحديث الخامس عشر :
عن علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لفاطمة :
«إنّ الله يرضى لرضاك ، ويغضب لغضبك» (١).
رواه الطبراني بإسناد حسن.
__________________
الصحابة لأحمد ، ومصابيح السنّة للبغوي ، وشرح السنّة ، وفيض القدير ، والإصابة ، ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ، وأمالي أبي نعيم الأصبهاني ، وينابيع المودّة ، وغيرها.
والنقطة السادسة :
أنّ خبر الخطبة تكذّبه سيرة علي وفاطمة عليهماالسلام.
فعليّ لم يعهد منه أنّه خالف رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما ، ولم ينقل التاريخ أنّه عمل عملا يكرهه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكيف بأمر يؤذي النبيّ صلىاللهعليهوآله؟! وهذا الأمر معلوم لمن راجع سيرته مع النبيّ صلىاللهعليهوآله. وأمّا الزهراء ، فإنّ الله هو الّذي اختار لها عليا وزوّجها به ، والله لا يختار لها من يؤذيها بشيء أبدا.
ثمّ هي سيدة نساء أهل الجنّة ، وسيدة نساء المؤمنين ، ولازم ذلك أنّها أفضل نساء المؤمنين ونساء أهل الجنّة علما وعقلا ، ودينا وتقوى ، وورعا وفهما ، فكيف يخاف النبيّ صلىاللهعليهوآله أن تفتن في دينها كما تقول القصة؟! وحاشاه من ذلك.
ثمّ إنّ القصة تسيئ للنبي أيضا ، فالزواج من أربع نسوة حلال محلّل ، فكيف يتأذّى النبيّ صلىاللهعليهوآله منه؟!
ولو قيل : إنّ الحكم هو : حرمة الجمع بين بنت نبي الله وبين بنت عدوّ الله ، فهذا يكذّبه ويردّه : أنّ عثمان بن عفّان تزوّج رملة بنت عدوّ الله شيبة على رقية بنت النبيّ صلىاللهعليهوآله راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ٨ : ٢٣٩ ، وأسد الغابة ٥ : ٤٥٩ ، والإصابة في ترجمة رملة بنت شيبة. فلما ذا لم ينه النبيّ عن ذلك؟ ولما ذا لم يخف على رقية أن تفتن في دينها؟!
وإذا قيل : إنّ هذا الحكم مختصّ بعلي وفاطمة فقط ، نقول : أولا : أنّه لا دليل على الاختصاص ، وثانيا : لو سلّم به ، كيف لم يعلم به الإمام علي وهو باب مدينة علم النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وعيبة علمه ، وهو القائل صلىاللهعليهوآله : «أعلمكم علي» ، و «أقضاكم علي» ، و «علي مع الحقّ والحقّ مع علي ، يدور معه حيثما دار» ، و «علي يؤدّي عنّي»؟!
(١) المعجم الكبير ١ : ١٠٨ رقم ١٨٢ بتقديم وتأخير ، و ٢٢ : ٤٠١ رقم ١٠٠١ ، ورواه في مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٧ رقم ٤٧٣٠ قال : «حديث صحيح ولم يخرّجاه». كنز العمّال ١٣ : ٦٧٤ رقم ٣٧٧٢٥ ، الآحاد والمثاني ٥ : ٣٦٣ رقم ٢٩٥٩ ، ذخائر العقبى : ٨٢ ، نظم درر السمطين : ١٧٧ ، مجمع الزوائد ٩ : ٣٢٨ رقم ١٥٢٠٤ قال : «رواه الطبراني وإسناده حسن».