وفي رواية صحيحة :
«إلّا ما كان من مريم بنت عمران» (١).
فعلم أنّها أفضل من أمّها خديجة. وما وقع في الأخبار ممّا يوهم أفضليتها عليها (٢) ، فإنّما هو من حيث الأمومة فقط (٣).
__________________
صحيح الإسناد ولم يخرّجاه» ، وابن حجر في مختصر زوائد البزّار ٢ : ٣٤٣ رقم ١٩٨٨ ، والأحوذي في التحفة ١٠ : ٢٦٥ رقم ٣٧٩٠ وقال : «أخرجه أحمد والنسائي في فضائل الصحابة وابن خزيمة» ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ : ٣٢٤ رقم ١٥١٩١ وقال : «رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح» ورواه أيضا في كشف الأستار عن زوائد البزّار ٣ : ٢٣٤ رقم ٢٦٥٠ ، والنسائي في السنن الكبرى ٥ : ٨١ رقم ٨٢٩٨ باب : مناقب أصحاب الرسول ، وابن أبي شيبة في المصنّف ٧ : ٥٢٧ باب : فضل فاطمة ، حديث ٣ ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٥ : ٣٦٦ رقم ٢٩٦٦.
(١) رواه في مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٨ رقم ٤٧٣٣ من حديث أبي سعيد الخدري وقال في آخره : «حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه» ، وسبل الهدى ١٠ : ٣٢٨ ، وقريب منه في السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٤٥ رقم ٨٥١٤.
(٢) أي : أفضلية خديجة على فاطمة ، من قبيل رواية عمّار بن ياسر ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لقد فضّلت خديجة على نساء أمتي كما فضّلت مريم على نساء العالمين» أخرجها ابن حجر في فتح الباري ٧ : ٥١٤ باب : تزويج النبيّ صلىاللهعليهوآله خديجة ، وقال : «حديث حسن الإسناد ..» ، وفي مختصر زوائد البزّار ٢ : ٣٥٠ رقم ١٩٩٨.
هذه الرواية تقتضي أفضليتها على جميع نساء الأمة مطلقا ، ومنهنّ زوجات النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولمّا كانت توهم الأفضلية على فاطمة ، نبّه المصنّف على ذلك ، لأنّ أفضلية فاطمة على نساء الأمة ، ونساء العالمين ، ثبت بالنصوص المستفيضة الصريحة والصحيحة ، فلا بدّ وأن يحمل هذا الحديث على معنى لا يتعارض مع تلك النصوص المستفيضة ، فحمله المصنّف على معنى الأفضلية من جهة الأمومة ، وكما حمله على ذلك العلّامة الصالحي الشامي في سبل الهدى ١١ : ١٦١.
(٣) للعلماء هنا كلام لطيف مضافا لما تقدّم ، وهو أنّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام يجب أن لا تذكر في مسألة المفاضلة ؛ لأنّها أفضل نساء العالم. قال القطب الخضري : «ينبغي أن يستثنى من إطلاق التفضيل سيدتنا فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فهي أفضل نساء العالم» (سبل الهدى ١١ : ١٦٢).
وقال الزركشي : «ويستثنى من الخلاف سيدتنا فاطمة ، فهي أفضل نساء العالم ؛ لقوله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة بضعة منّي» ولا يعدل ببضعة رسول الله صلىاللهعليهوآله أحد» (سبل الهدى ١١ : ١٦٣) وغير ذلك ، وسيأتي تفصيله عند كلام المصنّف في تفضيل فاطمة على مريم بنت عمران.
فعلى هذا ، لا نحتاج إلى حمل الحديث «فضّلت خديجة على نساء أمتي» على الأفضلية من جهة الأمومة ، وذلك لأنّ الزهراء مستثناة من إطلاق أحاديث التفضيل ، لأنّها أفضل نساء العالم ، وبضعة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولا يعدل ببضعة رسول الله صلىاللهعليهوآله أحد.