وابن بللوه وكان من أمر الصحابة ما كان وداره التى ذكرناها موجودة كما ذكر غالب المؤلفين قال القضاعى وأثر بنائها موجود باق وهى التى بسوق وردان الى أن وقع حريق فى الدار فأحرقت تلك الشقة وكان ذلك فى ولاية عبد العزيز بن محمد بن النعمان القاضى وذلك بعد سنة تسعين وثلثمائة (١) وقد ذكر عنه أرباب التاريخ أنه غطس فى سفينة هو وأهل الفتوّة وكانت السفينة ملتصقة بباب الحصن والحصن بجانب الجزيرة وقطعوا شجر السرو وتحصنوا هناك والنيل حينئذ فى مده وقيل انه خرج معهم وقيل أقام فى الحصن وسأل المقوقس فى الصلح قال فبعث اليه عمرو عبادة بن الصامت وكان رجلا طويلا طوله عشرة أشبار وصالحه المقوقس عن القبط والروم على أن للروم الخيار فى الصلح الى أن يأتى كتاب ملكهم فان رضى لهم تم ذلك على حاله وان سخط عليهم انتقض الصلح بينه وبين الروم وأما القبط فبغير خيار وكان الذى انعقد عليه الصلح أن فرض على جميع من حضر بمصر أعلاها وأسفلها من القبط دينارين على كل شخص فى كل سنة من البالغين شريفهم ووضيعهم دون الشيوخ والأطفال والقساقسة والرهبان والمنقطعين فى الديورة والكنائس والبيع وغيرهم ممن لا يتعاطى الدنيا وأنهم لا يعترضون ولا يعترضهم أحد من أهل الاسلام ولا يدخل عليهم بما يضرهم وكان عدد الذين عاقدهم ستة آلاف نفس برضاهم قال ابن زولاق انهم اثنان وعشرون ألفا غير أهل البلاد وقال الواقدى انهم فتحوا مصر صلحا وتعلق بهذا الخبر من نقل عنه وقال غيره ان بها ستة أماكن مستجاب فيها الدعاء فتح الله مصر على يد ابن العاص وعبادة بن الصامت والمقداد وشرحبيل بن حسنة وقيس بن سعد وغيرهم من الصحابة وذهب الذين قالوا انها فتحت صلحا بغير عنوة وكذا حكم جميع الارض التى بمصر وكورة اخميم الى مالا نهاية له. وممن قال انها فتحت عنوة عبد الله بن المغيرة الشيبانى وعبد الله بن وهب ومالك بن أنس وغيرهم وبعضهم قال ان بعضها فتحت صلحا وبعضها عنوة منهم ابن شهاب وابن لهيعة. وكان فتحها يوم الجمعة مستهل المحرم سنة عشرين من الهجرة هذا ما نقله ابن بللوه واليه أشار ابن الجباس وشمس الدين بن أبى المجد والقضاعى فى تاريخه وذكر أن له عقبا بمصر وشمس الدين ومحمد انهما عقباه وولد له رجل من مصر وأقام بها ومدفنه فى مجرى الحصا وهو محل مبارك يستجاب فيه الدعاء والنقعة الكبرى التى قاتلت بها الصحابة لقضاء الحاجات ومحل الذروة وذروة عين الصيرة تسمى النقعة الصغرى نذكره ان شاء الله لاجابة الدعاء وقتال الصحابة
__________________
(١) ما فى هذه الصحيفة وما يليها ركيك جدا ولم نقف له على أصل