من الجهة البحرية قبر القاضى أبى عبد الرحمن ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء والقضاة وقد سلف ذكره مع القضاة وهو فى القبة التى فى أعلى الكوم وبالحومة المسجد المعروف بالنقاطة الملاصق لتربة أبى القاسم المراغى وبالحومة مساجد كثيرة وقد دثرت ومنها مسجد بنى سريع بن مانع الاشعرى وهو معروف الآن بالجامع القديم له منارة مربعة فى وسطه بنى سنة احدى وخمسين من الهجرة وهو مكان شريف مقصود بالبركة وهو غربى جوسق عبد الله بن عبد الحكم بينهما الطريق وكان الشافعى رضى الله عنه يأتى الى عبد الله بن عبد الحكم ويبيت عنده فى علو الجوسق لما يعهد من بركته وقد دثرت هذه الخطة ثم تمشى مغرّبا من مسجد الاقدام قاصدا الى جامع الفيلة وهو من خطة الحاكم وسمى بالفيلة لانه كان يعلوه حجارة كبار فاذا رآها المسافرون من طرا ظنوا انها فيلة وهو الآن بلا خطة ويجاوره الرباط المعروف برباط الافرم وخطته باقية الى الآن ومن بعده مسجد اللازورد هو من خطة الحاكم وسمى باللازورد لانهم لما حفروه وجدوا تربة عملوا منها اللازورد* المسجد المعروف بالرصد هو من خطة الحاكم وقيل ان الحاكم كان يرصد فى هذا المكان عطارد وزحل وقد تقدّم ذلك فى صدر الكتاب* جامع راشدة هو من خطة مصر وقال بعض المصريين سمى بجامع راشدة لان راشدة حظية الحاكم بنته وهذا غير صحيح والصحيح انه كان بهذه الخطة عرب نازلة يقال لهم بنو راشدة اختطوا بهذا المكان فبناه الحاكم على أثرهم فسمى بجامع راشدة وهو من خطة الحاكم وكان مقيما به الشيخ راشد ثم انتقل منه الى الجامع الازهر ثم مات ودفن بالصحراء وبالحومة مساجد كثيرة من خطط الحاكم وغيره نذكرهم فى جزء غير هذا لان هذه الخطة من خطط مصر وآخر خطة القرافة الكبرى الرصد وقال بعض المشايخ انه كان بالقرافة الكبرى اثنا عشر ألف مسجد ستة آلاف برزق وستة آلاف بمسقعات وقد دثرت ولم يبق منها الا ما ذكرناه فى هذا الكتاب وقد ذكر صاحب المزارات مسجد بنى عوف وقال بعضهم انه من خطة القرافة وهو مسجد بنى عوف بن غنم بن حرام بن عكابة من بنى عبد الاشهل مما يلى القبلة وهو أعظم مساجد مصر قدما وأعلاها ذكرا لانه صلى به ممن بايع تحت الشجرة مائة رجل الا رجلا وقد ذكر ذلك القضاعى عن الكندى وعرف بمسجد الزير لانه كان به زير من آثار الصحابة رضى الله عنهم وكان فى الدروة التى كانت على يسار الداخل من باب المسجد فيقال انه اذا سكب فيه ماء بدرهم حرام أصبح فارغا واذا كان من حلال أصبح كما كان فذهب الزير فى الشدة التى كانت بمصر سنة ستين وستمائة