المريد الصادق يأخذ علمه من كل شئ ويجد مطلوبه عند كل شئ وقال رضى الله عنه علامة الصادق أن يفتقر بايمانه الى كل إيمان وبعقيدته الى كل عقل وبعلمه الى كل عمل وقال الولىّ فى بدايته هو الحريص على أخبار الأولياء وأحوالهم يسمع الحق فلا يكرهه ولا يعترض عليه ولا يشتاق الى الاحوال ويحرص على تخليصها ويتمنى المقامات ووصولها والولىّ فى نهايته هو الذى يفيد ويستفيد ويجدّ فى أحواله وعلومه وأعماله وتركه وهذا طرف من كلام أبى عبد الله القرشى تلميذ الشيخ أبى الربيع المالقى نفعنا الله به وبعلومه فى الدنيا والآخرة آمين آمين تمت هذه الجهة الوسطى بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ونسأل الله أن يعيننا على بقيته انه على كل ما يشاء قدير
فصل فى ذكر جامع ابن طولون والخطة معروفة قديما بجبل يشكر قال القضاعى ويقال انه أوّل محراب اختط فى الاسلام وهو المسجد المبنى على الجبل وكان يشكر رجلا صالحا يقال انها قطعة من الجبل المقدس وكان الشيخ أبو الحسن ابن بنت أبى سعيد يصلى على القطعة البارزة منه الخالية من البناء التى فى الحد القبلى مما يلى الطريق فلما سئل عن ذلك قال جميع من كان يصلى بالجامع القديم فى القرافة من التابعين والصالحين كانوا يصلون على هذا الجبل وكان احمد بن طولون لما رغب فى انشاء الجامع المذكور أشار عليه جماعة من الصالحين أن يبنى الجامع على هذا الجبل وذكروا له فضائل كثيرة فقبل ذلك منهم وبنى الجامع على الجبل وأدخل بيت يشكر فيه فلما كمل بناؤه أمر بعمل منطقة من العنبر ليفوح ريحها على المصلين وأمر الناس بالصلاة فيه فامتنعوا ولم يجتمع فيه أحد من الناس واعتقدوا انه بناه من مال لا يعرفون أصله فعز ذلك على أحمد بن طولون وصعد المنبر فى يوم جمعة وخطب خطبة عظيمة وقال فى أثناء خطبته وأقسم أنه ما بناه من مال حرام وانما بناه من كنز وجده فى الجبل المقطم وبين طريق وجوده وان العشارى الذى نصبه على المنارة وجده فى الكنز وان جميع ما بناه فى القرافة من المصانع التى برسم الماء مما وجده فى الكنز المذكور فلما سمع الناس ذلك اجتمعوا فى الجامع وصلوا الجمعة فيه واستمر الحال على ذلك وكان قوم من المصلين قد كتبوا لاحمد ورقة يسألونه أن يوسع قبلته بحكم أنها صغيرة فأمر باحضارهم فلما حضروا أعلمهم انه عند ما شرع فى بناء الجامع اختلف المهندسون فى تحرير قبلته وانه رأى فى منامه النبى صلىاللهعليهوسلم وهو يقول له يا أحمد ابن قبلة هذا الجامع على هذا الوضع وخط له فى الارض صورة ما يعمل وانه لما انفجر الفجر مضى الى الموضع الذى أمره رسول الله صلى الله عليه