مثله فانه يطرح البسر والرطب حين انقطاعه من جميع الدنيا. ومن عجائبها الفيوم وهى مدينة دبرها السيد يوسف عليهالسلام بالوحى. ومن عجائبها نيلها الذى جعله الله حياة أهلها فبه يزرعون وبه تقوم مصالحها. ومن عجائبها حجر الخل الذى قيل انه يسبح فى الخل كما يسبح السمك فى الماء وكان بها حجارة كثيرة منها شئ يكسر فيتوقد كالمصابيح وكان بها خرزة اذا حملتها المرأة على فخذها لا تعود تحمل بحمل أبدا. ومن عجائبها حوض كان بدلالات يركب فيه الواحد والاربعة ويحرك الماء الذى فيه بشئ فينطلقون من جانب الى جانب فأخذه كافور الاخشيدى وأخرج الماء منه فوجدوا فى أسفله كتابة لا يعرفون ماهى. ومن عجائبها أشجار بصعيد مصر منها سنطة اذا هدّدت بالقطع تذبل وتنجمع حتى يقال لها قد عفونا عنك فترجع كما كانت وبها أيضا سنطة يوقد من أحطابها ما شاء الله فلا يوجد له رماد قط. قال القضاعى ومما رأيت محمولا الى مصر سنطة من شأنها اذا وضعت اليد عليها تذبل واذا رفعت عنها تراجعت. قال القضاعى وكان على باب قصر الشمع صنم على خلقة الجمل وعليه رجل راكب متنكبا قوسا وعلى رأسه عمامة وفى رجليه نعلان كانت القبط والروم اذا تظالموا يأتون بين يديه ويقول المظلوم للظالم أنصفنى قبل أن يخرج هذا الراكب وينصفنى منك. قال صاحب التاريخ فكانوا يعنون بالراكب النبى صلىاللهعليهوسلم قال القضاعى ولما قدم عمرو بن العاص الى مصر غيرت الروم ذلك الجمل لئلا يكون شاهدا عليهم وقال ابن لهيعة بلغنى أن تلك الصورة فى ذلك الموضع أتى عليها ألف سنة وأكثر ولا يعرف من عملها قال القضاعى فهذه عجائب مصر وليس ثم بلد فيه شئ غريب إلا فى مصر مثله أو شبهه
الفصل الثالث
(فى فضل الجبل المقطم ومساجده)
ذكر الهتناتى وغيره انه كان أكثر الجبال أنهارا وأشجارا ونباتا فلما كانت الليلة التى كلم الله فيها موسى عليهالسلام أوحى الى الجبال انى مكلم نبيا من أنبيائى على جبل منكم فتطاول كل جبل وتشامخ إلا جبل طور سينا فانه تواضع وتصاغر فأوحى الله سبحانه وتعالى اليه لم فعلت ذلك وهو به أعلم قال اجلالا لك يا رب فأوحى الله تعالى الى الجبال أن يجود له كل جبل بشئ مما عليه فجاد له كل جبل بشئ مما عليه إلا المقطم فانه جاد له بجميع ما كان عليه من الشجر والنبات والمياه فصار كما ترونه أقرع قال فلما علم الله تعالى ذلك منه أوحى