الشقق منتظمة على بعضها الثانية وهى الوسطى من تربة المفضل بن فضالة الى تربة أبى العباس الحرار الثالثة من تربة الادفوى الى مسجد الفتح وقد جعلت القرافة الكبرى شقة واحدة لتتمة عشر شقق وهى تكملة الجهة الكبرى
ذكر الشقة الأولى من النقعة الكبرى وقد ذكرنا ما بين مسجد الامن ومقبرة القضاعيين وهى معدودة من الاولى بها قبر الشيخ الامام العالم أبى عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعى قاضى مصر وشهرته تغنى عن الاطناب فى وصفه كان إماما عالما زاهدا ورعا رحل الى البلاد ووصل فى رحلته الى القسطنطينية وسمع الحديث بمكة وألف الكتب ومات سنة أربع وخمسين وأربعمائة وكان الفاطميون يعظمونه وكان يبعث أولاده فى الليل الى بيوت الارامل فيطوفون عليهم وكان اذا صنع طعاما وأعجبه يتصدق به وقد تقدم ذكره مع القضاة وبالمقبرة أيضا قبر أبى سلامة على بن عبد الله القضاعى صاحب الخطط كان يعد من علماء المصريين قال أبو عبد الله محمد بن سلامة كان جدى يكتب العلم عن المزنى وكان يكتب فى كل يوم مائة سطر فلا يبيت حتى يحفظها ولما أعيت أحمد ابن طولون الرؤيا التى رآها فى النوم أحضر العلماء من أهل دولته قالوا وما هى قال رأيت فى أول الليل رؤيا وفى آخر الليل رؤيا فاما التى رأيت فى أول الليل فهى نور سطع حتى ملأ ما حول هذا الجامع وأما الجامع فانه مظلم ورأيت آخر الليل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت له متى أموت وأين ادفن فاشار بيده هكذا يعنى أشار باصابعه الخمسة فاول كل واحد ما عنده فقال أحمد ليس فيكم من يؤوّل هذه الرؤيا أبقى بمصر عالم قالوا رجل من قضاعة فى مسجد من مساجدهم بمصر فقال على به فجاؤا اليه فوجدوه شيخا كبيرا فاخبروه بالمنامين وبما قال كل منهم فقال عندى تأويل غير هذا أيها الملك قال وما هو وما عندك فيه قال عندى فى ذلك ان جميع ما حول هذا الجامع يخرب حتى لا يبقى سواه قال فما دليلك على ذلك قال قوله تعالى (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا)وأما اشارة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لك هذه خمس لا يعلمهن الا الله (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) فاعجب أحمد بن طولون ذلك وأمر له بمائة دينار فأبى وقال فقه وغنى لا يجتمعان وهو جد جماعة القضاعيين بمصر ولما مات ابنه سلامة أمر أن يدفن تحت رجليه وأنا أذكر عقبه هاهنا وله من الاولاد أبو محمد سلامة بن على القضاعى صاحب رئاسة وعلم بمصر قال القضاعى قلت لابى أوصنى قال عليك بحسن