قال ابن الجباس وقبره بمقبرة بنى مسكين وبينهم مصاهرة وبهذا المكان هارون بن عبد الله الزهرى كان قاضيا على مصر بعد القاضى عيسى بن المنكدر الذى اتفق له حادث مع المعتصم فى سنة أربع وعشرين ومائتين حين قدم الى مصر فى السنة المذكورة وكان يقول بخلق القرآن فقال ان يطعنى القاضى أجعل له فى كل شهر مائة دينار على ما بيده وكان للقاضى عيسى بن المنكدر فى كل شهر أربع مائة دينار وهو أول قاض جعلت له جامكية القضاء فلما قيل له فى ذلك قال لو قطعنى إربا إربا لا أقول بمقالته فأمر أن يقيد وينادى عليه ففعل به ثم أوقفه وجعل يضر به والناس يصيحون عليه حتى غشى عليه فحمله فى القيود الى العراق فمات بالعراق وترك ولدا بمصر وأقامت مصر بعده بلا قاض حتى ولى هارون ابن عبد الله الزهرى المقدّم ذكره فلم يزل قاضيا عليها حتى كتب اليه أن يمسك عن الحكم ومات بمصر وقبره بمصلى بنى مسكين
فأكبرهم الشيخ الامام العالم القاضى الحارث بن مسكين انتهت اليه الرياسة فى زمنه قال ابن عبد ربه فى كتابه العقد لما حمل القاضى الحارث بن مسكين الى بغداد فى أيام المحنة أوقفه الخليفة بين يديه وقال له ما تقول بخلق القرآن قال اياى تعنى قال نعم قال مخلوق قال فكفاه الله كيده وحسب انه قال بخلق القرآن وليس الامر كذلك وحكى عنه انه كان مجاور امرأة فقيرة فقيل انها أهدت اليه رطبا فى طبق مغطى فلما أكله جعل لها بكل رطبة دينارا وكان رضى الله عنه إماما فى علوم شتى وله مصنفات عديدة فى علم التاريخ وعلم الميقات وعلم الآلات والساعات وولى القضاء على مصر بعد القاضى محمد بن الحارث بن الليث الاصم قيل انه كتب الى ابن أبى داود كتابا يقول فيه لقد أعظمت الذمة على الله تعالى هل كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم يقولون كما قلت أو يفعلون كما فعلت الويل لك من ديان يوم الدين فلما كان يوم الخميس ثالث شهر شعبان سنة خمس وثلاثين ومائتين جاءه كتاب الخليفة بعزله وضربه وحبسه فقام رجل يضر به فعوق عن ضربه ولم يستطع حركة فتبسم القاضى فقيل له مم تبسمك قال رضى الله عنه ما كان الله ليسلط أيدى الظالمين على جنوب تتجافى عن المضاجع فحبس وولى الحارث بن مسكين ومات القاضى أبو عبد الله محمد بن الليث الاصم بمصر ودفن بجبانتها وليس يعرف له بها قبر ودفن القاضى الحارث بن مسكين بمصلاه تحت كوم المنامة وبها نحو عشرين اماما من ذريته وغيرهم وهم ذرية مباركة ولهم عقب بمصر وخطتهم باقية ذكرها القضاعى وقيل انهم من نسل رجل مولى يقال له تمام. ثم تمشى مع ذيل الكوم