فى رسالته وأثنى عليه وهو تلميذ الاستاذ أبى أحمد جعفر بن سيد بونة الاندلسى تلميذ أبى مدين شعيب وهو أبو العباس أحمد الاندلسى الخزرجى المكنى بالبصير ويعرف أيضا بابن الغزالة كان أبوه ملكا كبيرا ببلاد المغرب حكى عنه رضى الله عنه انه نشأ فى العبادة وهو مكفوف من بطن أمه والسبب فى انه يعرف بابن الغزالة فيما حكاه صاحب كتاب الكوكب المنير فى مناقب أبى العباس البصير وغيره من العلماء أى علماء التاريخ انه لما وضعته أمه وجدته أكمه ليس له بصر ينظر به فقالت فى نفسها ان الملك اذا نظر اليه لم يعجبه فيزدريه فأخذته وخرجت الى البرية فألقته فيها ورجعت فأرسل الله له غزالة ترضعه فلما جاء أبوه من السفر قالت له انى وضعت غلاما وقد مات فقال لعل الله تعالى يعوّضنا خيرا منه فخرج من عندها للصيد فضرب حلقة الصيد فنظر الى غزالة فى وسط الحلقة فتبعها وما زال حتى لحقها فنظر اليها وهى ترضع طفلا صغيرا فلما نظر اليه حنّ قلبه اليه بدم الاهلية فقال أنا آخذ هذا عوضا عن ولدى فأخذه وجاء به الى بيته وهو فرحان وقال لزوجته ان الله قد عوضنا هذا الغلام فخذيه وربيه يكون لنا ولدا فلما نظرت اليه بكت بكاء شديدا وقالت هذا والله ولدى وقصت عليه القصة فقال الحمد لله الذى جمعه علينا ونشأ الشيخ من صغره منشأ حسنا وقرأ القرآن وعمره سبع سنين واشتغل بالقراآت السبع والعلم الشريف وكان له كرامات عظيمة منها انقلاب الاعيان فيما اتفق له مع سيدى أبى السعود لانه كان طريقه التجريد والتقشف والمأكل الخشن وكان عنده فقراء يجتمعون بالزاوية أكثر أكلهم القراقيش والليمون المالح وكان أبو السعود يمد فى سماطه الحلوا والاطعمة المفتخرة فوقع فى نفسهم انهم يمضون لابى السعود ويأكلون من طعامه ويتركون الليمون المالح والقراقيش فلما جاؤا الى سيدى أبى السعود قدم لهم ليمونا مالحا وقراقيش فقالوا فى أنفسهم نرجع الى الشيخ ونقنع بما قسم لنا فلما جاؤا الى سيدى أبى العباس نظر اليهم بعين قلبه وقال لاحدهم خذ هذه الطوبة وامض الى الصاغة وجىء بثمنها فأخذها ومضى الى الصاغة فنظر اليها فاذا هى ذهب أحمر فباعها بألف دينار وجاء بالثمن الى الشيخ فقال كم أنتم ههنا فقيرا فقالوا عشرة فقال كل منكم يأخذ مائة دينار ويخرج عن صحبتى لان الفقراء لا يصحبهم من يريد الدنيا وأنتم ملتم اليها والى مأكلها الحسن فقالوا يا سيدى لا حاجة لنا بها وليس لنا رغبة الا فى صحبتك فقال لهم ردّوا هذا الى صاحبه وائتونى باللبنة فجاؤا بها اليه وهى على حالتها الاولى فرمى بها الشيخ الى جانب الزاوية وقال الشيخ صفى الدين بن أبى المنصور رأيت الشيخ الصالح