وقال بينى وبينك الامير فمضيا الى أن جازا على ذى النون فقال لهما ما سبب غيظكما فقصا عليه القصة فأخذ السن وبلها بريقه وردّها الى فم الرجل وحرك شفتيه فتعلقت باذن الله وثبتت مكانها وحكى أبو جعفر قال كنت عند ذى النون المصرى فتذاكرنا كرامات الاولياء فقال ذو النون من الطاعة أن أقول لهذا السرير يدور بى فى زوايا البيت ثم يرجع الى مكانه فيفعل فدار السرير فى أربع زوايا البيت وعاد الى مكانه وكان هناك شاب فأخذ يبكى ومات لوقته وقال بكير بن عبد الرحمن كنا مع ذى النون المصرى فى البادية فنزلنا تحت شجرة أم غيلان فقلنا ما أطيب هذا الموضع لو أن فيه رطبا فتبسم الشيخ ذو النون وقال تشتهون الرطب قلنا نعم فحرك شجرة أم غيلان وقال أقسمت عليك بالذى أبداك وخلقك الا نثرت علينا رطبا فتناثر الرطب من فوقها فأكلنا ثم نمنا وانتبهنا فحركنا الشجرة فتناثر عنها شوك وقيل لذى النون المصرى عند موته ما تشتهى قال أن أعرفه ولو قبل موتى بلحظة وكان يقول من عرف الناس عرف نفسه ومن عرف نفسه عرف ربه وقال أيضا أعرف الناس بالله أشدّهم تحيرا فيه وقال أيضا الزهاد ملوك الآخرة وهم الفقراء العارفون وقال علامة العارف ثلاث لا يطفئ نور معرفته نور ورعه ولا يعتقد باطنا من العلم ينقض عليه باطنا من الحكم ولا تحمله كثرة نعم الله تعالى على هتك أستار محارم الله عزوجل وقال ايضا كنت راكبا فى سفينة فسرقت فيها درّة فاتهموا بها شابا فقلت دعونى أرفق به فجئت اليه وجلست فأخرج رأسه من تحت كسائه فتحدّثت معه فى ذلك المعنى وتلطفت به لعله يخرجها فرفع رأسه الى السماء وقال أقسمت عليك يا رب أن لا تدع أحدا من الحيتان الا ويأتينى بجوهرة قال فرأيت حيتانا كثيرة طافية على وجه الماء فى فم كل حوت جوهرة فقال خذوا ثم ألقى نفسه فى البحر ومشى على الماء حتى غاب عنا وعن أبى سعيد المالينى عن ذى النون المصرى يرفعه الى النبى صلىاللهعليهوسلم قال سمعت جبريل عليهالسلام يقول يا محمد من قال من أمتك فى كل يوم مائة مرة لا اله الا الله الملك الحق المبين كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلب به الغنى وقرع به باب الجنة وسئل ذى النون المصرى كيف الطريق الى الله تعالى فقال ظمأ الهواجر وقيام الليل يدلانك على طريق الله تعالى وعن سعيد بن عثمان قال سمعت ذا النون يقول اللهم متع أبصارنا بالجولان فى جلالك بسهرها عما نامت عنه قلوب الغافلين واجعل قلوبنا معقودة بسلاسل النور وعلقها بأطناب الفكرة ونزه أبصارنا عن سوء مواقف المتحيرين وأعطها الانس فى خدمتك مع الجوالين وعن ابن الجلا انه قال لقيت ستمائة شيخ ما رأيت فيهم