كثيرا وطعاما ويبعث معهم صندوقين من كسوة يأذنهم بتفرقتها لاولاد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان له من الغلمان الترك ألف وسبعون تركيا يغلق عليهم باب داره وتمام ألفى غلام روم مقيمين معه سوى المولدين والسودان يكون الجميع أربعة آلاف غلام وكان له راتب فى مطبخه فى كل يوم ألف وسبعمائة رطل لحم سوى الدجاج والخراف المشوية والحلوى سوى النفقة على ذلك وكانت له خزانة شراب يجرى منها فى كل يوم سبعون قربة من سائر الاشربة فتفرق على سائر الحاشية ويهدى اليه قاضى أسيوط فى كل سنة خمسين ألف سفرجلة تعمل شراب سفرجل وقال الحسن بن ابراهيم أرسل عبد الرحمن صاحب الاندلس مالا يفرقه على المالكيين وهى الحكاية المشهورة تقدمت فى صدر الكتاب فلما مات كافور وجدوا فى خزانته عينا وجواهر وثيابا وسلاحا وغير ذلك مبلغه ألف ألف دينار وكان متواضعا حكى أن كافورا لحقه جرب كثير حتى كان لا يظهر ولا يقابل فطرده سيده فكان يمشى فى السوق المنسوب لبنى حباسة وفيه طباخ يبيع الطعام فعبر كافور وطلب منه فضربه بالمغرفة على يده وهى حارة فوقع مغشيا عليه فأخذه رجل من المصريين ورش عليه الماء وداواه حتى وجد العافية فأتى به لسيده وقال للذى داواه خذ أجرة ما فعلت معه فقال الاجر على الله وكان كافور كلما عزت عليه نفسه يذكر ضربة الطباخ بالمغرفة وربما يركب ويأتى ذلك الزقاق وينزل ويسجد شكرا لله تعالى ويقول لنفسه اذكرى ضربة الطباخ بالمغرفة وحديثه مع ابن جابار مشهور ومن غريب مناقبه حكى أبو جعفر المنطقى قال دعانى كافور يوما وقال لى تعرف منجما كان يجلس عند دار فلان قلت نعم قال ما فعل قلت مات من مدة سنين كثيرة فقال اعلم أنى كنت مررت يوما فدعانى وقال لى أنظر لك قلت افعل فنظر ثم قال ستملك هذه المدينة فتأمر فيها وكان معى درهمان فدفعتهما اليه فقال أى شئ هذا قلت ما معى غيرهما فقال وأزيدك ستملك هذه المدينة وغيرها وتبلغ مبلغا عظيما فاذكرنى وانصرف فلما نمت البارحة رأيته فى المنام وهو يقول لى ما على هذا فارقتك فأريد أن تمضى وتسأل عن حاله فمضيت الى داره فسألت عنه فقيل لى له بنتان واحدة بكر والاخرى متزوجة فعدت اليه وأخبرته فأرسل اليهما بأربعمائة دينار واشترى لهما دارا بأربعة آلاف درهم وتوفى كافور سنة خمس وأربعين وثلثمائة وتحت رجليه قبة لطيفة قال ابن عثمان ان تحتها السيدة (١) ومكتوب على عموده جبريل الخياش ثم تخرج من التربة قاصدا الى سناوتنا تجد
__________________
(١) بياض بالاصل