اخترتُ لك عليّاً، فاتّخِذه خليفة ووصيّاً، ونَحَلتُه علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقّاً، لم يَنَلها أحد قبله وليست لأحد بعده يا محمّد.١
ولا يخفى أنّ قوله تعالى : «وليست لأحد بعده يا محمّد» يدلّ على اختصاص هذا اللقب بعليّ عليهالسلام، ويؤكّده قوله تعالى : «هو أمير المؤمنين حقّاً» وهذا يعني أنّ إطلاق هذا اللقب على غير عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ليس حقّاً بل هو باطل، قال الله تعالى : (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ).٢
ورود في حديث، قال : رجل للصّادق عليهالسلام : يا أمير المؤمنين، فوقف الإمام الصادق عليهالسلام على قدميه وقال بغضب : مَه، هذا اسم لايصلح إلّا لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. ولا يجوز أن يُسمّى بهذا الاسم من لم يسمّه الله تعالى.
فقال الرجل : فماذا يُدعى به قائمكم؟ فقال جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام : يقال له : السّلام عليك يا بقيّة الله، السّلام عليك يا ابن رسول الله.٣
وقال أحمد بن حنبل في مسند الأنصار، عن بريدة والبراء قالا : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله بعثين إلى اليمن، على أحدهما عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، وعلى الآخر خالد بن الوليد. فقال : صلىاللهعليهوآله : إذا التقيتم فعليّ على النّاس.٤ فكان النّبيّ صلىاللهعليهوآله يؤمّره على الناس، ولا يؤمّر عليه أحداً.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مهلاً يا عائشة، لا تؤذيني في أخي، فإنّه أمير
_______________________
١ ـ المناقب للخوارزميّ ٣٠٣؛ حلية الأولياء ١ / ٦٦؛ قطعة من الحديث؛ أمالي الشيخ الطوسيّ ١٨٥.
٢ ـ يونس / ٣٢.
٣ ـ نهج الإيمان ٤٧٠؛ بحار الأنوار ٣٧ / ٣٣٢؛ تفسير البرهان ١ / ٤١٦.
٤ ـ مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٣٦٥، رقم ٢٢٥٠٣؛ مجمع الزوائد ٩ / ١٧٢، ح ١٤٧٣٢؛ نهج الإيمان ٤٦٧؛ الروض الأُنف ٤ / ٤٢٢.