أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر السّوسي ، أنبأنا أبو أيّوب الجلّاب ، أنبأنا الحارث ، ثنا محمّد بن سعد (١) ، أنبأنا محمّد بن عمر ، أخبرني شيخ من أخوال الزهريّ من بني نفاثة من بني الديل قال : أخدم الزهريّ في ليلة خمس عشرة امرأة ، كلّ خادم بثلاثين دينارا تعينه العشرة خمس عشرة.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن المستملي ، حدّثنا أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد الماسرجسي ، ثنا أبو عبد السّلام عبد الله بن عبد الرّحمن الرحبي ، حدّثني أبو معاذ عبد الله بن ضرار بن عمرو الرحبي الملطي ، عن أبيه قال : لقي الزهريّ يزيد بن محمّد بن مروان وهو يطوف بالبيت ، وكان استقرض منه مالا فأدّاه إلّا شيئا ، فقال : يا أبا عثمان ، قد استحيينا من حبس حقك ، فإن رأيت أن تأمر قهرمانك أن يكفّ عنّا حتى ييسر الله علينا ، قال : يا بن شهاب ، كم تبقى عليك؟ قال : خمسة عشر ألفا ، قال : اذهب فإنها لك ، والله إنّها لقليل في الإخاء في الله عزوجل.
أخبرنا أبوا (٢) الحسن الفقيهان ، وأبو المعالي بن الشعيري ، قالوا : أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي ، أنبأنا أبو بكر الخرائطي ، ثنا علي بن داود القنطري ، ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا الليث بن سعد قال : كان ابن شهاب من أسخى من رأيت قط ، كان يعطي كل من جاءه وسأله حتى إذا لم يبق معه شيء يستلف من أصحابه ، فيعطونه حتى إذا لم يبق معهم شيء حلفوا له أنه لم يبق معهم شيء فيستسلف من عبيده ، فيقول لأحدهم : يا فلان اسلفني كما تعرف ، وأضعف لك كما تعلم ، فيستسلفونه ولا يرى بذلك بأسا ، وربما جاءه السائل فلا يجد ما يعطيه ، فيتغير عند ذلك وجهه فيقول للسائل : أبشر فسوف يأتي الله بخير ، قال : فيقيض الله لابن شهاب على قدر صبره واحتماله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله ، حدّثنا يعقوب (٣) ، ثنا ابن بكير ، حدّثني الليث ، ثني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب أنه كان يكون معه في السفر ، قال : فكان يعطي من جاءه وسأله ، حتى إذا لم يبق معه شيء
__________________
(١) الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(٢) بالأصل : «أبو» والمثبت عن «ز».
(٣) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٢٥ ـ ٦٢٦.