معلّى الطائي ، وقد أعلموه ما صنع عبد الله بن طاهر بالناس في الجوائز ، وكان عليه واجدا ، فوقف بين يديه تحت المنبر ، فقال : أصلح الله الأمير ، أنا معلّى الطائي ، ما كان مني (١) من جفاء وغلظة (٢) فلا يغلظ عليّ قبلك ، ولا يستخفّنّك ما قد بلغك ، أنا الذي أقول :
يا أعظم الناس عفوا عند مقدرة |
|
وأظلم الناس عن الجود للمال |
لو يصبح النيل يجري ماؤه ذهبا |
|
لما أشرت إلى خزن بمثقال |
تعنى (٣) بما فيه رق الحمد تملكه |
|
وليس شيء أعاض الحمد بالغالي |
تفك باليسر كف العسر من زمن |
|
إذا استطال على قوم بإقلال |
لم تخل كفك من جود لمختبط |
|
أو مرهف قاتل في رأس قتال |
وما بثثت رعيل الخيل في بلد |
|
إلّا عصفن بأرزاق وآجال |
هل (٤) من سبيل إلى أذن فقد ظمئت |
|
نفسي إليك فما تروى إلى حال |
إن كنت منك على بال مننت به |
|
فإن شكرك من حمدي على بال |
ما زلت مقتضيا لو لا مجاهرة |
|
من ألسن خضن في صبري بأقول |
قال : فضحك عبد الله بن طاهر وسرّ بما كان منه ، وقال : يا أبا القاسم (٥) ، أبا لله أقرضني عشرة آلاف دينار ، فما أمسيت أملكها ، فدفعها إليه.
رواها محمّد بن خلف وكيع.
أخبرني عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني عبد الله (٦) بن فرقد ، أخبرني محمّد بن الفضل ابن محمّد بن منصور ، فذكرها.
٦٩٠٥ ـ محمّد بن الفضل بن محمّد بن أحمد بن مطرف
أبو أحمد (٧) النيسابوري الكرابيسي
ورّاق الأصم.
__________________
(١) بالأصل و «ز» : «منك» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٢) بالأصل و «ز» : وغلظ ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٣) بالأصل : «بغيا» وفي «ز» : «بعنا» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٤) ليس البيت في «ز».
(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : يا أبا السمراء.
(٦) كذا بالأصل و «ز» هنا : «عبد الله» وتقدم في الخبر السابق : عبيد الله.
(٧) الكنية «أبو أحمد» ليس في «ز».