صلاته قال : اذهب فإن كانت مملوكة مسنّمة فاردد الشاة وخذ العمامة ، وإن كانت حرة فاردد الشاة ، فذهب ، فإذا هي مملوكة ، فردّ الشاة ، وأخذ العمامة ، وأخذ بخطام راحلته أو زمامها لا يمر ببقلة إلّا حطمها حتى أواه الليل إلى قوم ، فأتوه بخبز ولبن ، وقالوا : لو كان عندنا شيء أفضل من هذا أتيناك به ، فقال : بسم الله ، كلّ حلال ، أذهب السّغب (١) خير من مأكل السوء ، حتى قدم المدينة ، فبدأ بأهله ، فابترد من الماء ، ثم راح ، فلمّا أبصره عمر قال : لو لا حسن الظن بك ما رأينا أنك أدّيت ، فذكر أنه أسرع السير وقال : قد فعلت وهو يعتذر ويحلف بالله ما قال ذلك ، فقال عمر : فهل أمر لك بشيء؟ قال : قد رأيت مكانا (٢) أن تأمر لي ، قال ابن عيينة : أبى أن يأخذ منه ، قال عمر : إنّ أرض العراق أرض رفيقة ، وإن أهل المدينة يموتون ، حولي من الجوع ، فخشيت أن آمر لك فيكون لك البارد ولي الحار (٣) ، أما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا يشبع المؤمن دون جاره» أو قال : «الرجل دون جاره» [١١٦٩٧].
قال : وحدّثنا يحيى قال : وحدثناه محمد بن منصور الجواز (٤) بمكة ، ثنا ابن عيينة عن عمر بن سعيد عن أبيه عن عباية بن رفاعة بن رافع عن عمر بنحوه ، وذكر فيه عن النبي صلىاللهعليهوسلم نحو ما ذكر.
قال : وحدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، حدّثناه عبد الرّحمن بن مهدي ، ثنا سفيان ـ يعني الثوري ـ عن أبيه ، عن عباية بن رفاعة ، عن عمر بنحوه ، وذكر عن النبي صلىاللهعليهوسلم كما ذكره.
قال يحيى : وحدّثناه زياد (٥) بن أيوب أبو هاشم ، حدّثناه (٦) إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا أبو حيان (٧) التيمي ، عن عباية بن رفاعة عن عمر بنحوه ، ولم يرفعه.
قال (٨) يحيى : وحدّثنا عمرو بن علي ، ثنا علي بن سعيد ، أنبأنا أبو حيان التيمي ، أخبرني عباية بن رافع عن عمر بنحوه ، ولم يرفعه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا أبو طاهر
__________________
(١) السغب : الجوع.
(٢) كذا بالأصل و «ز».
(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المختصر : فتكون لك النار دون الجار.
(٤) في «ز» : الجراز ، تصحيف.
(٥) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز».
(٦) مكانها في «ز» : «بن».
(٧) تصحفت في «ز» إلى حبان.
(٨) من هنا ... إلى قوله : ولم يرفعه ، سقط من «ز».