قفوت الأثر : اتبعته ، والأصل أن يجيء الإنسان تابعا لقفا الذي اتبعه ، ثم توسع فيه حتى صار لمطلق الاتباع ، وإن بعد زمان المتبوع من زمان التابع. وقال أمية :
قالت لأخت له قصيه عن جنب |
|
وكيف تقفو ولا سهل ولا جدد |
الرسل : جمع رسول ، ولا ينقاس فعل في فعول بمعنى مفعول. وتسكين عينه لغة أهل الحجاز ، والتحريك لغة بني تميم. عيسى : اسم أعجمي علم لا يصرف للعجمة والعلمية ، ووزنه عند سيبويه : فعلى ، والياء فيه ملحقة ببنات الأربعة ، بمنزلة ياء معزى ، يعني بالياء الألف ، سماها ياء لكتابتهم إياها ياء. قال أبو علي : وليست للتأنيث ، كالتي في ذكرى ، بدلالة صرفهم له في النكرة. وذهب الحافظ أبو عمر ، وعثمان بن سعيد الداني ، صاحب التصانيف في القراءات ، وعثمان بن سعيد الصيرفي وغيره ، إلى أن وزنه فعلل ، وردّ ذلك الأستاذ أبو الحسن بن الباذش بأن الياء والواو لا يكونان أصلا في بنات الأربعة. قال بعض أصحابنا : وهذه الأسماء أعجمية ، وكل أعجمي استعملته العرب ، فالنحويون يتكلمون على أحكامه في التصريف على الحدّ الذي يتكلمون في العربي ، فعيسى من هذا الباب. انتهى كلامه. ومن زعم أنه مشتق من العيس : وهو بياض يخالطه شقرة ، فغير مصيب ، لأن الاشتقاق العربي لا يدخل الأسماء الأعجمية. مريم ، باللسان السرياني ، معناه : الخادم ، وسميت به أم عيسى ، فصار علما ، فامتنع الصرف للتأنيث والعلمية. ومريم ، باللسان العربي : من النساء ، كالزير : من الرجال ، وبه فسر قول رؤبة :
قلت لزير لم تصله مريمه
والزير : الذي يكثر خلطة النساء وزيارتهنّ ، والياء فيه مبدلة من واو ، كالريح ، إذ هما من الزور والروح ، فصار هذا اللفظ مشتركا بالنسبة إلى اللسانين. ووزن مريم عند النحويين مفعل ، لأن فعيلا ، بفتح الفاء ، لم يثبت في الأبنية ، كما ثبت نحو : عثير وعلبب ، قاله الزمخشري وغيره. وقد أثبت بعض الناس فعيلا ، وجعل منه : ضهيدا ، اسم موضع ، ومدين ، إذا جعلنا ميمه أصلية ، وضهياء مقصورة مصروفة ، وهي المرأة التي لا تحيض ، وقيل : التي لا ثدي لها. قال أبو عمرو الشيباني : ضهياة وضهياءة ، بالقصر والمد. قال الزجاج : اشتقاقها من ضأهأت : أي شابهت ، لأنها أشبهت الرجل. وقال ابن جني : أما ضهيد وعثير فمصنوعان ، فلا يجعلان دليلا على إثبات فعيل. انتهى. وصحة حرف العلة في مريم على خلاف القياس نحو : مزيد. البين : الواضح ، بان : وضح وظهر. أيد : فعل