وقال الزجاج : الحنيف : المائل عما عليه العامّة إلى ما لزمه ، وأنشد :
ولكنا خلقنا إذ خلقنا |
|
حنيفا ديننا عن كل دين |
الأسباط : جمع سبط ، وهم في بني إسرائيل كالقبائل في بني إسماعيل ، وهم ولد يعقوب اثنا عشر ، لكل واحد منهم أمة من الناس ، وسيأتي ذكر أسمائهم. سموا بذلك من السبط : وهو التتابع ، فهم جماعة متتابعون. ويقال : سبط عليه العطاء إذا تابعه. ويقال : هو مقلوب بسط ، ومنه السباطة والساباط. ويقال للحسن والحسين : سبطا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، سموا بذلك لكثرتهم وانبساطهم وانتشارهم ، ثم صار إطلاق السبط على ابن البنت ، فيقال : سبط أبي عمر بن عبد البر ، وسبط حسين بن منده ، وسبط السلفي في أولاد بناتهم. وقيل : أصل الأسباط من السبط ، وهو الشجر الملتف ، والسبط : الجماعة الراجعون إلى أصل واحد. الشقاق : مصدر شاقه ، كما تقول : ضارب ضرابا ، وخالف خلافا ، ومعناه : المعاداة والمخالفة ، وأصله من الشق ، أي صار هذا في شق ، وهذا في شق. والشق : الجانب ، كما قال الشاعر :
إذا ما بكى من خلفها انحرفت له |
|
بشق وشق عندنا لم يحوّل |
وقيل : هو من المشقة ، لأن كل واحد منهما يحرص على ما يشق على صاحبه. الكفاية : الأحساب. كفاني كذا : أي أحسبني ، قال الشاعر :
فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة |
|
كفاني ولم أطلب قليل من المال |
أي أغناني قليل من المال. الصبغة : فعلة من صبغ ، كالجلسة من جلس ، وأصلها الهيئة التي يقع عليها الصبغ. والصبغ : المصبوغ به ، والصبغ : المصدر ، وهو تغيير الشيء بلون من الألوان ، وفعله على فعل بفتح العين ، ومضارعه المشهور فيه يفعل بضمها ، والقياس الفتح إذ لامه حرف حلق. وذكر لي عن شيخنا أبي العباس أحمد بن يوسف بن علي الفهري ، عرف بالليلى ، وهو شارح الفصيح ، أنه ذكر فيه صم الباء في المضارع والفتح والكسر.
(وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ) : قرأ نافع وابن عامر : وأوصى ، وقرأ الباقون : ووصى. قال ثعلب : أملى عليّ خلف بن هشام البزاز ، قال : اختلف مصحف أهل المدينة وأهل العراق في اثني عشر حرفا. كتب أهل المدينة : وأوصى ، وسارعوا ، يقول ، الذين آمنوا من يرتدد ، الذين اتخذوا ، مسجدا خيرا منهما ،