قالوا : أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن.
ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو عمر بن مهدي ، قالا : نا [أبو](١) عبد الله المحاملي ، نا يوسف بن موسى ، نا جرير ، عن أبي حيّان التيمي ، عن مجمّع التيمي قال :
كانت لعمر بن سعد إلى أبيه حاجة قال : فانطلق فوصل كلاما ثم أتى سعدا فكلّمه به ، فوصله بحاجته ، فكلّمه بكلام لم يكن سمعه منه قبل ذلك ، فلمّا فرغ قال له سعد : أفرغت يا بني من حاجتك؟ قال : نعم ، قال : ما كنت أبعد من حاجتك منك الآن ، ولا كنت فيك أزهد مني الآن ، إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها» [٩٨٥٢].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو سعيد محمّد بن علي الخشاب الصّوفي ، أنا الجوزقي ، أنا أبو العباس الدّغولي ، نا محمّد بن المهلّب ، نا عبد الله بن مسلمة القعنبي (٢) ، عن داود بن قيس ، عن زيد بن أسلم قال :
غضب سعد بن أبي وقّاص على ابنه عمر ، فذهب عمر حتى جمع رجالا من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فجاء بهم إلى سعد ، فدخلوا عليه ، فقالوا : يا أبا إسحاق إنّ عمر سيّد قومه ، فقال : ما تريدون؟ قالوا : نريد أن ترضى عنه ، فقال : قد رضيت عنه ، فتكلم عمر كلاما كثيرا ، فلمّا قضى كلامه ، قال سعد : ما كنت أبغض إليّ من هذه الساعة ، إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ بعض البيان لسحرا (٣)» [٩٨٥٣] ، وذكر شيئا من شأن البقر أنّها تأكل بألسنتها.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة السّليمان ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا حمّاد بن الحسن الورّاق ، نا أبو عامر العقدي ، نا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم قال :
عتب سعد على ابنه عمر بن سعد فمشى إليه برجال من أصحابه ، فكلّموه فيه ، فتكلّم عمر فأبلغ ، فقال سعد : ما كنت قط أبغض إليّ منك الآن ، قال : لم؟ قال : إنّي سمعت
__________________
(١) زيادة عن م و «ز».
(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٤ / ٧٤.
(٣) بالأصل : «لسحر» والمثبت عن م ، و «ز» ، وتهذيب الكمال.