بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ، فولدت له نفرا ، وشهد عمرو بن أميّة بدرا وأحدا مع المشركين ، ثم أسلم حين انصرف المشركون عن أحد ، وكان رجلا شجاعا له إقدام ، ويكنى أبا أمية ، وهو الذي روى عنه أبو قلابة الجرمي عن أبي أمية.
قال محمّد بن عمر : فكان أول مشهد شهده عمرو بن أميّة مسلما بئر معونة في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة ، فأسرته بنو عامر يومئذ ، فقال له عامر بن الطفيل : إنه قد كان على أمّي نسمة فأنت حرّ عنها ، وجزّ ناصيته ، وقدم المدينة ، فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بقتل من قتل من أصحابه ببئر معونة فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنت من بينهم» [٩٩٢٨] ـ يعني أفلتّ ولم تقتل كما قتلوا.
ولما دنا عمرو من المدينة منصرفا من بئر معونة لقي رجلين من بني كلاب فقاتلهما ثم قتلهما ، وقد كان لهما من رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمان فوداهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهما القتيلان اللذان خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسببهما إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما.
قال : وبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمرو بن أميّة ومعه سلمة بن أسلم بن حريش الأنصاري سرية إلى مكة إلى أبي سفيان بن حرب ، فعلم بمكانهما فطلبا فتواريا ، وظفر عمرو بن أميّة في تواريه ذلك في الغار بناحية مكة بعبيد الله بن مالك بن عبيد الله (١) التيمي فقتله ، وعمد إلى خبيب بن عدي وهو مصلوب ، فأنزله عن خشبته ، وقتل رجلا من المشركين من بني الدّيل ، أعور ، طويلا (٢) ، ثم قدم المدينة ، فسرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بقدومه ، ودعا له بخير.
وبعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى النجاشي بكتابين كتب بهما إليه في أحدهما أن يزوّجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ، وفي الآخر يسأله أن يحمل إليه من بقي عنده من أصحابه ، فزوجه النجاشي أم حبيبة ، وحمل إليه أصحابه في سفينتين ، وكانت لعمرو بن أميّة دار بالمدينة عند الحكاكين (٣) ـ يعني الخرّاطين ـ ومات بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أحمد بن علي بن الحسن ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال :
__________________
(١) أقحم بعدها بالأصل : «بن مالك بن عبيد الله» والمثبت يوافق م ، و «ز» ، وابن سعد.
(٢) بالأصل وم : طويل ، والمثبت عن «ز» ، وابن سعد.
(٣) في ابن سعد : الحداكين.