قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليس من بلد إلّا سيطأه الدجّال إلّا مكة والمدينة ، وليس نقب من أنقابها إلّا عليه الملائكة صافّين تحرسها ، فينزل بالسّبخة (١) فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات يخرج إليه كلّ كافر ومنافق» [٩٨٩٥].
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو بكر البيهقي (٢) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو الحسن أحمد بن المحتاج الكشاني ـ ببخارى ـ من أصل كتابه ، نا عمر بن محمّد بن بجير ، نا العباس بن الوليد الخلّال (٣) ـ بدمشق ـ نا مروان بن محمّد الدمشقي ، نا معاوية بن سلّام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي نضرة العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله عزوجل زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير من حمر النّعم ، ألا وهي الركعتان قبل صلاة الفجر» [٩٨٩٦].
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو الحسن ، نا عمر بن محمّد ، قال : قال العباس بن الوليد : قال لي يحيى بن معين : هذا حديث غريب من حديث معاوية بن سلّام ، ومعاوية بن سلّام محدّث أهل الشام ، وهو صدوق الحديث ، من لم يكتب حديثه ـ مسنده ومنطقه ـ فليس بصاحب حديث (٤).
وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول : سمعت أبي يقول :
لمّا خرجت إلى عمر بن محمّد بن بجير ، وكتبت عنه انصرفت فدخلت على أبي بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال : ما الذي أحوجك إلى الرحلة إلى ابن بجير؟ وما الذي استفدت من حديثه؟ فذكرت له هذا الحديث ، فقال : والله لو أمكنني أن أرحل [إلى](٥) ابن بجير لرحلت إليه في هذا الحديث (٦).
__________________
(١) السبخة : موضع بالمدينة بين الخندق وبين سلع (معجم ما استعجم للبكري).
(٢) السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٦٩.
(٣) ومن طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٠٣.
(٤) راجع السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٦٩.
(٥) زيادة عن م و «ز» ، والسنن الكبرى.
(٦) راجع السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٦٩.