دخلت على عمر بن عبد العزيز فقال لي : كيف تقول في رجل رأى أنّ سلسلة دلّيت من السماء ، فجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتعلّق بها فصعد ، ثم جاء أبو بكر فتعلّق بها فصعد ، ثم جاء عثمان فتعلّق بها فانقطعت ، فلم يزل حتى وصلها ، ثم تعلّق [بها](١) فصعد ، ثم جاء الذي رأى هذه الرؤيا فتعلّق بها فصعد ، فكان خامسهم؟
فقال عمير : فقلت في نفسي : هو هو ، ولكنه كنى عن نفسه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين (٢) ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٣) ، نا أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الدمشقي ، نا معاوية بن يحيى ، نا أرطأة قال :
قيل لعمر بن عبد العزيز : لو جعلت على طعامك أمينا لا تغتال ، وحرسا إذا صليت لا تغتال ، وتنحّ عن الطاعون. قال : اللهم إن كنت تعلم أنّي أخاف يوما دون يوم القيامة فلا تؤمّن خوفي.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ـ إذنا ـ وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ـ مشافهة ـ قالا : أنا منصور بن الحسين ، نا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عروبة الحرّاني ، نا أيوب بن محمّد ، نا ضمرة ، عن علي بن أبي حملة ، عن الوليد بن هشام (٤) قال :
لقيني يهودي فأعلمني أن عمر سيلي ، ثم لقيني في آخر ولاية عمر فقال : إنّ صاحبك قد سقي ، فمره فليتدارك نفسه ، فقلت : يا أمير المؤمنين إنّ اليهودي الذي أعلمتك أنه أعلمني أنك ستلي هذا الأمر ، قال : إنّ صاحبك قد سقي فمره فليتدارك نفسه ، فقال : قاتله الله ما أعلمه ، لقد علمت الساعة التي سقيت فيها ، ولو كان شفائي أن أمسح شحمة أذني أو أوتى بطيب فأرفعه إلى أنفي وأشمّه ما فعلت.
رواه أبو عمير عيسى بن محمّد ، عن ضمرة فقال : عن عمرو بن مهاجر بدل الوليد بن هشام.
__________________
(١) الزيادة عن تاريخ داريا ، واللفظة سقطت أيضا من م ، و «ز».
(٢) بالأصل وم : الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، والسند معروف.
(٣) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦١١ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٣٩ وتاريخ الإسلام (ترجمته) ص ٢٠٢.
(٤) الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص ٣١٦ ـ ٣١٧ والبداية والنهاية ٩ / ٢١٠ ، وتاريخ الإسلام (ترجمته) ص ٢٠٣ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٣٩ ـ ١٤٠.