بشران ، نا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني سفيان الرؤاسي (١) ، نا ابن عيينة ، عن عمر بن ذرّ (٢) قال :
قال مولى لعمر بن عبد العزيز له حين رجع من جنازة سليمان : ما لي أراك مغتمّا؟ فقال عمر : لمثل ما أنا فيه نغتم ليس أحد من أمة محمّد صلىاللهعليهوسلم في شرق ولا غرب إلّا وأنا أريد أن أؤدي إليه حقّه غير كاتب إليّ فيه ، ولا طالبه منّي.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٣) ، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى ، حدّثني أبي ، عن جدي قال :
كنت أنا وابن أبي زكريا بباب (٤) عمر بن عبد العزيز ، فسمعنا بكاء في داره ، فسألنا عنه ، فقالوا : خيّر أمير المؤمنين امرأته بين أن تقيم (٥) في منزلها على حالها وأعلمها أنه قد شغل بما في عنقه عن النساء ، وبين أن تلحق بمنزل أبيها ، فبكت ، فبكى جواريها لبكائها.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا أبو الصباح ، نا سهل بن صدقة مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان ، حدّثني بعض خاصة عمر بن عبد العزيز بن مروان أنه حين أفضت إليه الخلافة سمعوا في منزله بكاء عاليا ، فسئل عن البكاء ، فقيل : إن عمر بن عبد العزيز خيّر جواريه فقال : إنه قد نزل بي أمر قد شغلني عنكن ، فمن أحب أن أعتقه عتقته ، ومن أراد أن أمسكه أمسكته ، لم يكن مني إليها شيء ، فبكين أياسا منه (٦).
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن موسى ـ إجازة ـ ، أخبرني محمّد بن يحيى ، نا القاسم بن إسماعيل ، نا مسعود بن بشر.
__________________
(١) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص ١٩٥ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٢٧.
(٢) في تاريخ الإسلام : «عمرو بن زاذان مولى عمر» تصحيف ، وفي سير الأعلام كالأصل وم و «ز».
(٣) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٠٠.
(٤) في المعرفة والتاريخ : بأبيات.
(٥) بالأصل : «تقوم» والمثبت عن م ، و «ز» ، والمعرفة والتاريخ.
(٦) سيرة عمر لابن الجوزي ص ٧٠.