عمر في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين ، وأول ما كتبت الحديث مما عقلته ـ وكتبت بيدي ـ في سنة ثمان وثلاثمائة وكان لي إحدى عشرة (١) سنة ، وكذا كتب ثلاثة من شيوخنا في هذا السن ، فتبركت بهم. فأما شيخنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، فأملى علينا أملاء قال : وجدت في كتاب جدي أحمد بن منيع : ولد ابني أبو القاسم عبد الله بن محمد يوم الاثنين في شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائتين ومات يوم الفطر سنة سبع عشرة وثلاثمائة وصليت عليه ودفن بباب التبن ، وأول ما كتب سنة خمس وعشرين عن إسحاق الطالقاني وغيره ، فكان ابتداء كتبه للحديث ـ يعني وله إحدى عشرة (٢) سنة ـ وأما أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد فإنه بلغني أنه ولد في سنة ثمان وعشرين ومائتين ، وما في آخر سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ، وكان عمره تسعين سنة ، وأول ما كتب فيما بلغني عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الخراساني سنة تسع وثلاثين ، وصليت عليه ودفن بباب الكوفة ، وأما عبد الله بن سليمان بن الأشعث فإنه ذكر أنه قال : ولدت سنة ثلاثين ومائتين ، وسمعته يقول : رأيت جنازة إسحاق بن راهويه وكنت مع ابنه في الكتاب. وأول ما كتب عن محمد بن سلمة المرادي بمصر ، سنة إحدى وأربعين ومائتين. قال : فقال لي أبي : يا بني أول ما كتبت ، كتبت عن رجل صالح ، ومات في آخر سنة ست عشرة وثلاثمائة في أيام التشريق ، وصليت عليه ودفن بباب البستان.
قال الخطيب : قوله : إن أول ما كتب عبد الله بن سليمان عن محمد بن سلمة وهم ، وإنما هو عن محمد بن أسلم الطوسي ، وقد ذكره أبو حفص في مواضع أخر على الصواب. وأوردناه في أخبار أبي بكر بن أبي داود.
قال الخطيب (٣) : وحدّثنا التّنوخي قال : قال لنا ابن شاهين : ولدت في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين ، وأول سماعي في سنة ثمان وثلاثمائة ، فتفاءلت في ذلك بشيوخي النبلاء ، ورجوت أن أكون مثلهم.
آخر الجزء السّابع عشر بعد الخمس مائة من الفرع.
__________________
(١) بالأصل : أحد عشر.
(٢) بالأصل : أحد عشر.
(٣) تاريخ بغداد ١١ / ٢٦٦.