قال : وحدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان ، نا أحمد بن المعلّى ، نا شيبة بن الوليد قال : لما خرج أبو العميطر اتّخذ حرسا على بابه ، وعلى سور مدينة دمشق ، فكانوا ينادون بالليل والنهار : يا علي ، يا مختار ، يا من اختاره الجبّار على بني هاشم الأشرار.
قال : ونا أبو معلّى ، نا محمّد بن محمّد بن قادم قال : سمعت أبي يقول :
كان أصحاب أبو العميطر يوم ادّعى الخلافة يدور في أسواق مدينة دمشق ويقول للناس : قوموا بايعوا مهدي الله.
قال ابن معلّى : ونا سعيد بن جرير بن زبر قال : سمعت أبي يقول :
أخذني أصحاب أبي العميطر ، فأدخلوني إليه فقالوا لي : بايع ، فقلت : إنّي قد عاهدت الله ألّا أقبض ديوانا من أيام هارون ، فقال لي : ذاك ديوان أهل بيت اللعنة.
قال ابن معلّى : وأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن قادم ، قال : سمعت عمّي يحيى بن قادم يقول :
كان أصحاب أبي العميطر يدورون على الناس ويقولون : قوموا بايعوا الرضا من آل محمّد ، فقال لهم : الرضا من آل محمّد من بني العبّاس ليس من بني حرب ، فضربوه ، وأفلت من أيديهم ، فلم يزل مختفيا حتى دخل ابن بيهس دمشق.
قال ابن معلّى : ونا كثير بن أبي صابر القنّسريني قال : كنت يوما عند إسحاق بن قضاعة التنوخي وهو جد بني العصيص ، فدعا بسيوف ، فجعل يقلبها فقال لي : يا كثيرة هذه سيوف آبائنا التي قاتلوا بها يوم صفّين ، وهي عندنا مدّخرة حتى يقوم القائم من آل أبي سفيان فنقاتل بها معه.
قال كثير بن أبي صابر : فلما خرج أبو العميطر بدمشق خرج إليه إبراهيم بن إسحاق بن قضاعة في جماعة من أصحابه.
قال ابن معلّى : نا الحسن بن علي بن حسن الأطرابلسي ، حدّثني أبي قال :
لما أتى أهل أطرابلس رسول أبي العميطر يدعوهم إلى طاعته والبيعة له طردوه بعد أن بايع له جميع أهل ساحل دمشق ، وكان بأطرابلس نبطية يقال لها