الرأي قبل شجاعة الشجعان |
|
هو أوّل وهي المحلّ الثاني |
فإذا هما اجتمعا لنفس حرّة |
|
بلغت من العلياء كلّ مكان |
ولربّما طعن الفتى أقرانه |
|
بالرأي قبل تطاعن الأقران |
لو لا العقول لكان أدنى ضيغم |
|
أدنى إلى شرف من الإنسان |
ولما تفاضلت الرجال ودبّرت |
|
أيدي الكماة عوالي المرّان (١) |
قال عليّ رضياللهعنه : رأي الشيخ خير من جلد الغلام (٢).
وقالوا : الحذر زمام الشجاعة والتهوّر عدوّ الشدة
ذكر أبو الفرج قدامة (٣) أنّ عناصر الفضائل الإنسانية أربعة : العقل والعفّة والعدل والشجاعة وجعل من أقسام الشجاعة : الحماية والدفاع والأخذ بالثأر والنّكاية في العدوّ والمهابة وقتل الأقران والسير في المهامه والقفار (٤) وركوب الأخطار وتقحّم الأهوال ، فالشجاعة هي أحد العناصر الأربعة من الفضائل الإنسانية ، وهي في المرتبة العليا منها لما تدلّ عليه من كمال الذكوريّة وما تقتضيه من الهيبة وحماية الحوزة والظّفر بالعزّ.
__________________
ـ تاب ثم خرج واتصل بسيف الدولة سنة ٣٣٧ ه ـ فمدحه ثم مضى إلى مصر فمدح كافورا الإخشيدي ثم هجاه ثم اتجه إلى العراق وفارس وقتل في طريق عودته من شيراز بعد أن مدح عضد الدولة. عن الأعلام ١ : ١١٥.
(١) ديوان المتنبي : العرف الطيب ٢ : ٢٥١ ، ٢٥٢ والأبيات مطلع قصيدة يمدح بها سيف الدولة.
(٢) العقد الفريد ١ : ٦٢ وفيه : رأي الشيخ خير من مشهد الغلام وانظر نهاية الأرب ٦ : ٧٥.
(٣) أبو الفرج قدامة ت ٣٣٧ ه ـ ٩٤٨ م : قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادي ، أبو الفرج ، كاتب من البلغاء الفصحاء المتقدّمين في علم المنطق والفلسفة ، كان في أيام المكتفي بالله العباسي وأسلم على يديه وتوفي ببغداد ، يضرب به المثل في البلاغة. له كتب منها : الخراج ونقد الشعر وجواهر الألفاظ وكلها مطبوعة. عن الأعلام ٥ : ١٩١.
(٤) انظر كلام قدامة الذي ينتهي عند كلمة القفار في نقد الشعر ٦٧ ، ٦٨.