بالمعنى الأصلي كقوله تعالى : (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) [مريم : ٢٩] أي : كيف تكلم من (١) هو في المهد حال كونه صبيا فكان زائدة لتخمين اللفظ إذ لس المعنى على المفتي وإنما ذكر هذين القسمين مع كونهما غير ناقصة استيفاء لجميع استعمالاتها (وصار (٢) للانتقال) أما من صفة إلى صفة نحو صار زيد عالما أو من حقيقة إلى حقيقة (٣) نحو : صار الطين خزفا وتكون تامة بمعنى الانتقال من مكان إلى مكان أو من ذات إلى ذات ويتعدى بإلى نحو : صار زيد إلى بلد كذا أو من بكر إلى عمرو ويلحق بصار مثل آل ورجع واستحلا وتحول قال الله تعالى فارتد بصيرا وقال الشاعر :
إن العداوة تسجل مودة (٤).
وقال :
فيا لك (٥) من نعمي تحولن أبوءسا
(و (أصبح وأمسى وأضحى) لاقتران مضمون الجملة بأوقاتها المدلول عليها (٦)
__________________
(١) إذا لم يتوجه استبعادهم المدلول عليه بكيف ؛ لأن كل من بكلمة الناس حاله كذلك فلا تكون ناقصة ولا تامة ولا بمعنى صار إذا لا بد فيها من معنى المضي. (حاشية).
ـ أي : لم يعهد صبيا في المهد كلمة عاقل وصبيا حال مؤكدة. (أيوبي). (س).
(٢) لما فرغ من بيان معنى كان وأقسامها شرع في بيان سائر أخواتها. (أيوبي).
(٣) سواء كانت شخصيتين فانتقل النوع أو نوعين فانتقل الجنس نحو : صار الماء هواء. (سيالكوني).
(٤) أخره :
بتدارك الهفوات بالحسنات.
(٥) فيالك من نعيمي تحولن بؤسا (فيا لك) اللام للاستغاثة ، والخطاب لله سبحانه (نعمى) مستفات له بمن، نحو : بالله من ألم الفراق ، والنعمى : الدّعة والمال والمسرة (نحو لله) ضمير تحولن لنعمى ، وهو إن كان مفردا في معنى الجنس في المعنى الضمير في قوله : تحولن ، قيل : راجع إلى السماء ، والسماء ، والسماء في معنى الجنس (أبؤسا) جمع بؤس ، بمعنى شدة ، والمعنى : أستغيث بك رضي يا الله من أجل نعمتي صارت شديدة ، وقيل اللام للتعجب والاستغاثة ، والطاف بالكسر ، ومن نعمى بيان له ، ويتعجب منها ويستغيث.
(٦) يعني : أن الأفعال الثلاثة موضوعة لأجل بيان اقتران ثبوت منصوباتها لمرفوعاتها بالأزمنة التي دلته تلك الأفعال على تلك الأزمنة. (تكملة).